عدد اليوم
لمياء الهرمودي (الشارقة)
ترسم مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، واحدة من أبرز وأهم ملامح النهوض والازدهار الثقافي الذي تعيشه إمارة الشارقة، حيث شكلت منذ تأسيسها في عام 1925، حالة استثنائية من الوعي الثقافي والفكري لجميع مرتاديها لتتحول إلى ملتقى فكري ومعرفي ترفيهي، يجمع الزوار من مختلف الفئات العمرية والجنسيات في مكان واحد.
واستناداً إلى تاريخها الطويل ودورها المؤثر في تقديم نماذج من أفضل الممارسات الساعية إلى تشجيع وتعزيز القراءة في المجتمع، مثلت مكتبات الشارقة العامة بفروعها الستة أحد أبرز مراكز الحراك المعرفي والفكري في إمارة الشارقة، وكان لها دور مؤثر وفاعل في تشكيل المشهد الثقافي لإمارة الشارقة التي استحقت ثقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو»، بمنحها لقب «العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019».
مسيرة مشرقة
وعند استعراض مسيرة مكتبات الشارقة العامة التي تجلت فيها صورة الشارقة المشرقة، لا بد من التوقف عند أبرز المحطات والبرامج والإنجازات التي تبلورت طيلة الأعوام الماضية، لتقدم للجمهور المتنوع مختلف أدوات المعرفة والمصادر والكتب، موفرة له البيئة المثالية لاستكشاف عالم القراءة الممتع والمفيد، من خلال أكثر من 700 ألف مرجع معرفي، تشمل الكتب، والدوريات، والوثائق، والأفلام، والمخطوطات، والمجلدات، والأقراص الممغنطة والكاسيت والكتب المسموعة والإلكترونية، وغيرها من المصادر المعرفية، باللغتين العربية والإنجليزية، ولغات أخرى عديدة.
وتعمل مكتبات الشارقة العامة بشكل مستمر على تزويد مرتاديها بأحدث الإصدارات من الكتب والدوريات والمواد السمعية والبصرية، إلى جانب تزويد فروعها بالكتب الحاصلة على جوائز داخل الدولة أو خارجها، لتبلغ نسبة النمو في أعداد الكتب التي ضمتها المكتبة طيلة الأعوام الماضية ما يقارب 5-7%، ما انعكس على تضاعف أعداد زوارها ليصل في عام 2018 إلى نحو 87 ألف زائر من 75 جنسية عربية وأجنبية، وبنسبة نمو بين 8 إلى 15% خلال الأعوام الأربعة الماضية. وتوفر المكتبات ميزات عديدة للباحثين والطلاب، من أهمها قاعات المطالعة الغنية بمصادر المعرفة والدراسات والبحوث.
تسهيلات
وتضم مكتبات الشارقة العامة، أقساماً خاصة لذوي الإعاقات مثل «ذوي الإعاقة البصرية»، حيث توفر لهم أجهزة خاصة بالقراءة تساعدهم على مطالعة الكتب بمحتوياتها العادية، كما تضم القاعة ذاتها، أجهزة حاسوب مزودة ببرامج تُحَوِّل المواد المقروءة إلى سمعية، علاوة على وضع الصوت على الحرف، لتسهيل التعرف على الحروف التي يكتبونها. ومن التسهيلات الأخرى التي تشملها القاعة كتباً بلغة برايل متعددة المواضع، والعديد من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تم تحويلها من الطباعة العادية إلى الطباعة بلغة برايل.
وفي أجندة مكتبات الشارقة العامة للعام 2019 العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والتفاعلية التي تتعاون فيها مع جهات محلية مختلفة تعنى بالشأن الثقافي، لتعد الجمهور بأكثر من 300 فعالية ونشاط معرفي تسهم في تعزيز مكانتها كوجهة أولى للتعلم الذاتي على مستوى الشارقة والمناطق الشمالية.
فعاليات شهر القراءة
وتجسد مكتبات الشارقة العامة، استراتيجية الإمارات في إعداد جيل قارئ، وترسيخ مكانة الدولة كحاضنة للثقافة والمعرفة. كما تحرص على ترجمة خطط ونهج الشارقة في بناء أجيال مثقفة وملتزمة بامتلاك الوعي والمعرفة للمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة، وذلك من خلال تنظيمها على مدار العام العديد من الفعاليات والبرامج والورش القرائية والتفاعلية والترفيهية وفي أجندتها لعام 2019 أكثر من 300 فعالية تعليمية وتثقيفية وترفيهية. وشهدت مكتبات الشارقة وفروعها في شهر الإمارات للقراءة عدداً من الفعاليات، حيث نظمت مكتبة خورفكان العامة فعالية بعنوان «صفحات حية» وهي عبارة عن ورش قصصية للأطفال تعتمد على قصص مصورة ثلاثية الأبعاد من صنعهم، وقام الأطفال بعدها بكتابة القصة. وقدمت مكتبة كلباء العامة برنامجاً ثقافياً بعنوان لماذا نقرأ؟ يركز على أهمية القراءة في تنمية الذات والمهارات الحياتية. وصاحب البرنامج ورشة عن كيفية تعلم الخط العربي، بالتعاون مع دائرة التنمية الاجتماعية. ونظمت مكتبة وادي الحلو العامة فعالية بعنوان: كتابي مع فوالة الضحى وهي عبارة عن ورشة نقاشية مع الأمهات عن كتاب وطرح المسابقات التراثية والثقافية عليهن، بالإضافة إلى لمسات من فوالة الضحى، مقدمة من موظفات المكتبة. كذلك أقيمت في مكتبة وادي الحلو فعالية استهدفت طلاب المدارس وحملت عنوان مكتبتي في كل مكان تضمنت حافلة متنقلة محملة بالكتب لتشجيع الطلاب والجمهور على القراءة. كما شهدت الفعالية ورشة رسم وتلوين مسابقات ثقافية قدمها مركز شرطة الشارقة. ولتسليط الضوء على أهمية الخطابة والإلقاء والتمثيل المسرحي، نظمت مكتبة وادي الحلو ورشة تدريب للطلاب حول أساسيات التمثيل المسرحي وفنون الخطابة.
وفي مكتبة دبا العامة، أقيمت فعالية «بيوت قارئة»، حيث تمت زيارة الأسر في منازلهم لإهدائهم مجموعة من الكتب ومناقشتها، والتعريف بدور المكتبات في خدمة المجتمع وتوعية الأفراد.
