في حديث سلطان العميمي عن قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تبوؤ النجوم بريقاً، ونثيث الغيمة تألقاً، وهفهفة الأشجار أناقة، ورفرفة الطير لباقة، ووثبة الخيل رشاقة. فقد أمتع، وأبدع، وأقنع، وبرع في التحليل، والتدليل والتأويل، لقصائد فارس لامس الوجدان، ورفع البنان، وأضاء البيان، لكائن الصولات والصهيل، والجولات والبوح الجميل.
في أصبوحة الأمس، أشرق سلطان العميمي، بأهداب الكلمات، فانثالت، كأنها الندى على وريقات التين والزيتون، حتى بلغت جداولها شغاف القلوب، فروت ظمأ عشاق الكلمة، ومحبي الشعر، ومن سكنت في أعطافهم أحلام الخيل، وصهيل الليل والبيداء وما فاض من بريق الأقمار، وعطر الأزهار، وسبر الأخبار.
في حديثك سيدي عن شعر محمد بن راشد، استمعنا إلى قصيدة أخرى تضع الأنامل على شرشف قصيدة، هي من أعظم ما قالته العرب شعراً في الخيل، وذاك أمر بدهي أن يطرق البوح الجميل من أديب نبيل، عوالم فارس في الشعر، وشاعر في الفروسية، أن يتتبع الأبجدية ما بين البيت والقافية، وما بين الوزن ووثبة الخيل، وما بين نفحة الوجود، في وجود من وجد نفسه في الشعر بحراً وفي الفروسية مبهراً حتى أناخت له القافية، وتذللت له الخيل عشقاً، ونسقاً، فكان في الميدان نجماً وفي السباق ملهماً وفي منصات التتويج علماً، وبين العالمين فذاً جهبذاً.
شكراً لك سلطان العميمي، فقد بذلت، وأعطيت، وأجزلت، واحتللت في وجدان الكلمة جوهر المعنى والمضمون، ولونت قماشة البوح، ببلاغة الخطاب، وإعجاز ما فاهت به قريحتك النجيبة، ونبوغ وعيك، بالشعر النبيل. لقد سكبت، وسبكت وحكت خيوط الحرير، على قصائد من نسل أشواق، ترعرعت في مخيلة من نسق الخيال، وعبق المآل، وطوق السؤال، بجوهر العفوية، والفطرة الأبية، وذهب بالأمنيات إلى شواهق الخطوات، وحقق في الزمن ما هو فائت وما هو آت.
وهكذا جاءت الكلمة من فيك، مجللة بمخمل الصدق، مكللة بتاج الأمانة، مبللة من ريق السحابات الخضيبة، مجلجلة، كأنها الموجة، تعانق شفة السواحل. فشكراً لك أخي.