تجيء التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، باعتماد 5.6 مليار درهم لدعم البحث والتطوير في المجالات الحيوية للسنوات الخمس المقبلة، تجيء بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس اللجنة التنفيذية، منصة المستقبل «HUB71»، وإطلاق صندوقي استثمارات بقيمة 1.5 مليار درهم لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة والشركات الوليدة في القطاع.
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد اللجنة التنفيذية بإقامة شراكات لتعزيز «مكانة أبوظبي في سعيها لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهها العالم، خاصة فيما يتعلق بندرة المياه والأمن الغذائي وكفاءة الطاقة»، وغيرها من المجالات الحيوية التي تعنى بحياة ومستقبل الإنسان وفي المقام الأول والأخير.
قبل أكثر من عامين، كنت بين حضور المجلس العامر لأبي خالد، عندما عقّب سموه على المحاضرة التي استضافها بدعوته العلماء لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لأزمة المياه في هذه البقعة من الجزيرة العربية والخليج خلال الخمسين عاماً المقبلة، خاصة أنها لا تحتوي على أي أنهر أو بحيرات عذبة، وإنما تعتمد على الأمطار ومخزونات المياه الجوفية التي تستنزف مع النمو السكاني وزيادة المساحات الزراعية، على الرغم من التوسع الذي شهدته البلاد في الاعتماد على مشاريع ومحطات تحلية المياه ذات التكلفة المرتفعة قياساً بالمصادر الطبيعية الأخرى، ورغم الحرص على استخدام الطاقة النظيفة.
منذ تلك الدعوة السامية شهدنا العديد من المبادرات والتوجيهات السامية التي جسدت الانشغال الشديد لقيادتنا الرشيدة بالمستقبل وتحقيق التنمية المستدامة. وقد ارتكزت رؤى سموه على التوسع في الاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات المتطورة لمواجهة التحديات المتعلقة بهذه المجالات والميادين الحيوية. ولعل برنامج الإمارات للاستمطار برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، أحد ثمار الرؤية السديدة والنظرة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة في التوسع بتوظيف تقنيات العصر وحسن توظيفها بما يخدم التوجهات والاستراتيجيات الوطنية لتحقيق الاستدامة، وضمان الرخاء والازدهار حاضراً ومستقبلاً.
وقبل أيام، كان القانون الذي أصدره قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية.. و«عمار يا دار حكمها خليفة».