الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اقرأ لطفلك.. تحصد مبدعاً

اقرأ لطفلك.. تحصد مبدعاً
24 مارس 2019 01:45

أشرف جمعة (أبوظبي)

القراءة للطفل تصقل مهاراته الحياتية، وتعمق وعيه، وتزيد مساحة معارفه.
وتؤكد الدراسات التأثير الإيجابي والفعال للقراءة للطفل في سن مبكرة على تفكيره، وأنها تسهم في تطوير العقل ونمائه بصورة أفضل، وترتقي بالمستوى الفكري، ما ينعكس على الأداء المدرسي.

الاستشارية الأسرية الدكتورة أمينة الماجد تقول: هناك تأثير إيجابي وفعال للقراءة للطفل في السن المبكرة، ما يسهم في تطوير العقل ونمائه بصورة أفضل، ومن ثم تعزيز مهاراته، لافتة إلى أن الأمهات اللواتي يقرأن لأطفالهن بصورة دائمة يسهمن في الارتقاء بمستواهم الفكري والعقلي، ومن ثم ينعكس ذلك بوضوح على أدائهم المدرسي، خصوصاً أن هذا النوع من القراءة يشكل حصيلة لغوية لديهم، وينمي الخيال ويساعدهم على التعبير بقوة، ويعزز ثقتهم في أنفسهم، وهو ما يحدث أثراً مرغوباً في هذه المرحلة التي تعد تأسيسية في بناء العقول، وتعزز النطق بشكل سليم، وربما الكتابة أيضاً لأن اللعب على وتر الاستماع ودعم الطفل بمعلومات ومواقف يعمق صوراً إيجابية في ذهنه لا تمحى، وهو ما يعد نوعاً من التعليم الممنهج الذي يثري الخيال، ويطلق الملكات وينمي المهارات، وأنه ثبت بالفعل أن القراءة للطفل لها دور في أن يكون لديه وعي وإدراك مبكر بالمعرفة، وأن لها أهمية في صقل المهارات وتنمية الذكاء، والانطلاق نحو المستقبل بخطى راسخة.

أسلوب معرفي
وتشير الماجد إلى أن من فوائد القراءة للطفل أنها تعزز لديه الجانب الاجتماعي من خلال العلاقة المعرفية التي تنشأ بينه وبين الأم أو الأب أو أي فرد من أفراد الأسرة عندما يقوم بهذا الدور، وهو ما يسهم في تقبل فكرة المعرفة ببساطة، ودون تعقيد، خاصة أن الأطفال ينسجمون أكثر مع الأشخاص الذين يلبون رغباتهم، ويؤدون أدواراً محببة لديهم، لافتة إلى أنه من الضروري أن يتم تعزيز هذا الأمر بتحفيز الطفل على الاستماع، ومن ثم مناقشته في ما استمع إليه.

جانب نفسي
وتضيف: يجب ألا نغفل طريقة القراءة للطفل وتنوعها، بحيث يكون هناك عوامل جاذبة أثناء عملية القراءة، وأن تكون بطريقة علمية ومنهجية، لأن القراءة للطفل في مراحله الأولى تعزز الجانب المعرفي، وإذا تمت بطريقة مشوقة، فإن استفادته منها ستكون أكبر، وهو ما يوجد ارتباطاً وثيقاً مستقبلياً بينه وبين القراءة، لافتة إلى أن هناك جانباً نفسياً لأن القراءة للطفل تعزز لديه القيم، ومن ثم التعلم من المواقف التي يطرحها موضوع القراءة نفسه.
وأوضحت أنه كلما استمتع الطفل بالقراءة من طرف آخر، فإنه يتعلم كيف يصغي بشكل تفاعلي، كما أنها تسهم في زيادة مستويات السعادة، وتنمية مهارات الإبداع، وتجعله يتصور ويتخيل ويفكر ويحاول أن يقلد بطريقة إيجابية، لذا فإن الاستثمار في هذه الناحية يسهم في أن ينشأ الطفل وهو محب للقراءة بشكل دائم.

استفادة حقيقية
عبير فؤاد أم لثلاثة أطفال تشير إلى أنها تقرأ لأطفالها في سن مبكرة جداً، وأنها استفادت من هذه التجربة التي أتت بثمارها، خصوصاً أنها كلما حافظت على هذا النسق ازداد الوعي لديهم، لافتة إلى أن هناك استفادة حقيقية من خلال القراءة للطفل، تتمثل في أنه يحدث نوع من الارتباط بين الطفل وما يستمع إليه، وأنه يرسخ في ذهنه، لذا فإنها في هذه المرحلة من الممكن أن تكون أداة لترسيخ التقاليد والعادات الأصيلة، وفي الوقت نفسه فرصة لكي يفكر ويتذكر الطفل ويمارس قدرته على الاسترجاع ومن ثم التقليد بشكل إيجابي، وترى أنها نجحت في تعويد أطفالها على حب القراءة، وأن الذين كبروا منهم والتحقوا بالمدرسة لديهم الاهتمام العميق بالقراءة.

سلوكات حميدة
إبراهيم المرزوقي يلفت إلى أنه منذ أن رزقه الله بأطفال سعى إلى ترسيخ قيمة القراءة في نفوسهم، وأنه أوكل هذه المهمة إلى زوجته التي لا تعمل من أجل التفرغ لهم، مبيناً أنها تشتري قصصاً مصورة وتقرأ لهم بشكل يومي، لافتاً إلى أن هذه العملية كان لها أثرها الفعال في توسيع مداركهم وشعورهم الدائم بأنهم يستمتعون من خلال الاستماع الواعي والمتفاعل، وأن زوجته إذا أرادت أن ترسخ سلوكاً حميداً في نفوس الأبناء، فإنها ترسخه من خلال القراءة لهم، وأنها في نهاية كل جلسة تحاول التفاعل معهم، ومن ثم تطلب منهم استرجاع ما سمعوه.
ويرى أنه من الضروري أن يكون هناك وعي بأهمية القراءة للأطفال في المراحل العمرية الأولى نظراً لأنها تكسبهم مهارات حياتية، وتعمق لديهم الوعي، وتملأ فراغهم بشيء مفيد.

رؤية بصرية
سعاد سالم لا تخفي أنها تقرأ لطفتها الوحيدة بشكل يومي وقبل النوم تحديداً، وأنها أثناء القراءة تحاول أن تكون لديها رؤية بصرية من خلال النظر في الصور التي تزخر بها قصص الأطفال والتي أصبحت عادة محببة إليها، موضحة أن طفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات لديها رغبة حقيقية في الاستماع إلى ما ترويه لها من كتب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©