عدد اليوم
أسامة أحمد (أبوظبي)
إنها سعادة من نوع آخر جسدتها أسرة زليخة غريب المنصوري، لاعبة منتخبنا للريشة الطائرة والمكونة من الأب بشيم الكبار، والأم من الصم، إضافة إلى الأشقاء إبراهيم من الصم، ويوسف وحسن والذين ظلوا يحرصون على الحضور يومياً بقيادة الأب حباً في تشجيع المنتخب، ومتابعة ابنتهم زليخة التي قدمت نموذجاً في التضحية، فعلى الرغم من إصابتها وجلوسها على كرسي أصرت على مواصلة اللعب بعزيمة وإصرار كبيرين من منطلق أن الإرادة مفتاح القمة لتحصل على الميدالية البرونزية.
ولعبت الأسرة دوراً كبيراً في تحقيق طموحات البطلة زليخة، بمتابعتها اليومية وتشجيعها المستمر وليس أبلغ من ذلك، حرص الوالد على تشجيع ابنته من موقع الحدث، وتحويل كل السلبيات إلى إيجابيات، وإصرارها على إزالة الحواجز، ما مثل قوة دفع كبيرة في أن تخرج زليخة طاقاتها الإيجابية في لعبة الريشة الطائرة.
ووجهت الأسرة الشكر إلى المدربين عمران البقيش، وعايدة علي سعيد على المجهود الكبير الذي بذلاه مع زليخة من أجل تحقيق طموحاتها المطلوبة على الصعيد الرياضي، ما أهلها للوصول إلى منصة التتويج متخطية كل الصعاب والتحديات.
وأعرب الوالد عن فخره واعتزازه بأصحاب الهمم، مشيراً إلى أنه ظل يحرص على حضور الفعاليات التي يشارك فيها اللاعبون، وألا يقتصر دعمه على ابنته فقط حباً في هذه الشريحة المهمة في المجتمع والتي هي قريبة من قلبه.
وقال: فوز ابنتي زليخة وتحديها للصعاب، وحرصها على مواصلة اللعب رغم إصابتها، أسعدني مما يضاعف من مسؤولية الأسرة لتوفير كل مقومات التميز على الصعد كافة، من أجل تحقيق طموحاتها المطلوبة، وفق النهج المرسوم.
من ناحيتها، وصفت المدربة عايدة علي سعيد اللاعبة زليخة بأنها نموذج للاعبة المجتهدة، والتي قدمت مثالاً مهماً للتضحية ونكرات الذات بمواصلتها اللعب، على الرغم من إصابتها في القدم، لتكمل مشوار الإرادة والعزيمة والإصرار.
وكانت زليخة قد أجرت الفحوص الطبية اللازمة بمستشفى خليفة، بعد إصابتها، حيث منحها الطبيب راحة من اللعب لمدة أسبوع يقرر بعدها إجراء جراحة من عدمها. يُشار إلى أن البطلة زليخة بدأت مشوارها مع الأولمبياد الخاص الإماراتي عام 2009 لتواصل مسيرة العطاء بكل إصرار من أجل رسم صورة طيبة عن رياضة الإعاقة الذهنية التي تسير بخطوات ثابتة إلى الأمام لتحقيق النجاح المنشود.
