عدد اليوم
إن التميز والإبهار اللذين تقدمهما الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، لضيوفها في أروقة البطولة، والملايين من متابعيها ومحبيها حول العالم، هو انعكاس طبيعي للتميز الإماراتي في التنظيم والإبداع، وامتداد لرؤية القيادة الرشيدة، لإرساء قيم العمل المخلص والمبدع لبناء وتطوير الوطن في المجالات كافة.
ولأن هذا الحدث العالمي الضخم، يحتاج إلى سواعد كثيرة، تسهم في نجاحه، من خلال الإعداد والعمل في لجان البطولة المختلفة، مثل الملاعب ومقر إقامة الوفود وحركة المواصلات والأنشطة المصاحبة والبرامج الصحية وغيرها الكثير، مما يتطلب أكثر من 20 ألف متطوع لتنفيذ هذه المهام، فقد أطلقت اللجنة المنظمة للألعاب مبكراً، منصات مختلفة لتسجيل المتطوعين الراغبين، للانضمام إلى فرق العمل للوصول إلى العدد المطلوب، ولكن المفاجأة عندما امتلأت استمارات التسجيل بشكل أسرع مما كان متوقعاً، بل وزاد العدد عن المطلوب الذي أجبر اللجنة المنظمة لإغلاق منصة التسجيل للاكتفاء بالعدد، فقد كان الوعي بأهمية التطوع دافعاً كبيراً للحشود التي بادرت بالتسجيل مع أول نداء وصل إليها.
بعدها دخلت أفواج المتطوعين دورات تدريبية، في مختلف مجالات العمل المطلوبة، في الألعاب العالمية، لتأهيلهم بخصوصية هذه الألعاب التي تستهدف «أصحاب الهمم»، من ذوي الإعاقة الفكرية، وكذلك دورات في فنون التعامل مع أصحاب الهمم، وأخرى في الرياضات الفردية والجماعية، والتي وصل عددها إلى 24 رياضة.
واليوم يظهر هذا المشهد الرائع للآلاف من المتطوعين المنتشرين في كل مكان بابتسامة وترحيب، وكذلك بعمل مخلص دؤوب لتشكل لوحة إنسانية اجتماعية راقية، من رقي الإمارات، نشاهدهم ونفخر بهم، لأنهم كلمة السر في نجاح فعاليات الألعاب العالمية، ومنهم الطبيب والمهندس والمدرس والعسكري وطلاب الجامعات والمدارس غيرهم، ممن اجتمعت كلمتهم على أن المسؤولية المجتمعية واجب وطني، بل وشاهدنا أطفالاً يرتدون زي التطوع ويعملون بجد واجتهاد وينفذون التوجيهات باحترافية وامتياز.
إنها باقة من الشكر والعرفان، نقدمها لجنود التطوع على كل ما يقدمونه من عطاء سخي، لإنجاح هذه التظاهرة الإنسانية الرياضية السامية، وهنيئاً لقيادة وشعب دولة الإمارات هذا الرقي والتكامل بين أطياف المجتمع.
