قيادات محلية ومحللون لـ"الاتحاد": مخطط قطري ـ إيراني لتشكيل ميليشيات بالمهرة

بسام عبدالسلام (عدن)

أخبار ذات صلة

تحذير أممي من عواقب التصعيد العسكري في اليمن

الإمارات تدعـو إلى ضبط النفس ووقف التصعيد

أجمع خبراء يمنيون على أن حادث مقتل 4 أشخاص، بينهم جندي وضابط في هجوم شنه مسلحون تابعون للقيادي الإخواني الموالي لقطر علي سالم الحريزي في مديرية حات بمحافظة المهرة شرق البلاد، إنما يأتي في إطار مخطط شيطاني يهدف إلى نشر الفوضى في المحافظة. وبحسب مصدر أمني، فإن مسلحين موالين للقيادي الحريزي نصبوا كميناً لقوات الأمن التي كانت ترافق تجهيزات فنية مقدمة من دول التحالف العربي لمصلحة إعادة الإعمار في المهرة، مشيراً إلى أن المسلحين قاموا بقطع الطريق الدولي ومنعوا مرور الشاحنات المحملة بالمعدات الفنية باتجاه مديرية شحن قبل أن تندلع اشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين، خلفت قتلى وجرحى.
وجاءت الاشتباكات عقب يومين فقط من تمكن قوات الأمن في المهرة، وبدعم من التحالف العربي، إفشال محاولة تهريب كميات كبيرة من المتفجرات كانت في طريقها إلى المجاميع المسلحة التي شكلها القيادي الإخواني الموالي لقطر علي سالم الحريزي بهدف استهداف أمن واستقرار المحافظة.
وأكدت قيادات محلية في المهرة لـ «الاتحاد» أن المخططات القطرية ـ الإيرانية لم تكتف بتأجيج وتحريض الشارع المهري ضد سلطاته المحلية والحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي وجهوده الحثيثة لإعاقة العملية التنموية، بل تعدت تلك الأعمال إلى تقديم الدعم العسكري والمالي والإعلامي لتشكيل خلايا مسلحة تخريبية لضرب استقرار المهرة وإدخالها في أتون الفوضى والخراب تحت مبررات واهية ومفضوحة.
وأوضحت القيادات المحلية أن هذه التحركات أفصح عنها بشكل علني المدعو علي سالم الحريزي الموالي لقطر خلال اليومين الماضيين، والذي أعلن حمل السلاح ومواجهة السلطات المحلية والأمنية في المحافظة، وذلك عقب أسابيع من فشل اعتصاماتهم ومساعيهم في تأجيج الشارع المهري وكسب أي تأييد شعبي لتحركاتهم المفضوحة التي لا تريد الخير والاستقرار للمهرة وأبنائها.
وأكدت أن علي سالم الحريزي قام مؤخراً بتشكيل خلايا مسلحة تسعى لتنفيذ سلسلة من الهجمات ضد قوات الأمن ومقرات حكومية أخرى، وإفشال أي مشاريع تنموية تسعى إلى إنعاش المحافظة، وتطبيع الأوضاع وإعادة الحياة، وأنه تلقى صفقات أسلحة عن طريق التهريب إلى جانب الدعم المالي الكبير من النظام القطري وجهات أخرى مرتبطة بالميليشيات الحوثية الإيرانية، تمهيداً لإغراق المحافظة بالفوضى والصراع الداخلي، مشيرة إلى أن الفترة الماضية ضبطت الأجهزة الأمنية بالمحافظة ثلاث مركبات كانت تحوي كميات من الأسلحة والذخائر تابعة للحريزي، وكانت في طريقها لخلايا تابعة له في المحافظة.
وأضافت القيادات المحلية بالمهرة لـ «الاتحاد» أن النظام القطري سعى إلى تقديم الدعم لشخصيات مهرية بينهم علي سالم الحريزي وعبود هبود قمصيت، المعروفان بنشاطهما المشبوه في تهريب الأسلحة للحوثيين والممنوعات، وضخت لهم أموالاً كبيرة من أجل شراء الذمم والولاءات واستغلال حاجة الفقراء والأوضاع المعيشية من أجل تشكيل مجاميع مسلحة لتحريض الشارع المهري، وجرها إلى أتون الصراع والعنف والإرهاب، وتعطيل عجلة التنمية فيها.
وذكرت تقارير استخباراتية في أوقات سابقة أن المدعو علي سالم الحريزي والمدعو عبود هبود قمصيت، يلتقيان باستمرار برجال أعمال قطريين وقيادات في الاستخبارات القطرية، لترتيب خطوات تحركهما في المهرة وتأجيج الشارع ضد السلطة المحلية والتحالف، مقابل تقاضيهما أموالاً طائلة وامتيازات أخرى. وفي هذا الإطار، قال الناشط والمحلل السياسي بالمهرة سعيد إبراهيم سيدون إن الدعوة التي أطلقها الحريزي لحمل السلاح تعد سابقة خطيرة لم يألفها المجتمع المهري المسالم، موضحاً أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطط شيطانية وعدوانية تسعى مدفوعة من الخارج لتحقيق أجندة خبيثة، تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المحافظة وإدخالها في صراع داخلي.
وأضاف أن تلك الدعوات التي رفعت ضد الأجهزة الأمنية والأشقاء في التحالف العربي لا تمثل أبناء المهرة وإنما تمثل أهداف مخططات خبيثة تريد الإضرار باستقرار المحافظة وإعادة التنمية التي تشهدها المحافظة بمساندة أشقائهم بالتحالف.
وقال إن تلك الخلايا المسلحة فشلت في تنفيذ اعتصاماتهم المسلحة رغم الإغراءات المقدمة لأبناء المهرة والمستغلة للأوضاع المعيشية الصعبة، موضحاً أن فشلهم في الاعتصامات دفعهم إلى الاتجاه نحو تشكيل مجاميع عصابات وخلايا مسلحة تمهد لتنفيذ هجمات إرهابية ضد المواقع الأمنية والمنشآت الحيوية لنشر الفوضى وعدم الاستقرار وإعاقة التنمية في المحافظة.
وأضاف السياسي المهري أن تحركات الحريزي ترافقها حملة إعلامية مسعورة بقيادة قناة الشر والفتنة والإرهاب «الجزيرة» التي سعت إلى استهداف المهرة عبر نشر الافتراءات والأكاذيب، من أجل تشوية جهود تطبيع الأوضاع، وعجلة التنمية التي بدأت بالدوران بمساندة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وأكد أن أبناء المهرة يدركون حقيقة المؤامرات والمخططات التي تحاك ضدهم من قبل التحالف الشيطاني الإيراني ـ القطري ومن يساندهم، موضحاً أن أبناء المحافظة يرفضون التحركات المسلحة الأخيرة التي تقوم بها تشكيلات ومجاميع مدعومة من قطر وطهران لتصفية حساباتهم الخاسرة ومخططاتها المهزومة.
من جانبه، أكد القيادي والسياسي المعروف في المهرة حسان مهدي، أن التهديدات الأخيرة للحريزي تندرج ضمن مخططات ومشاريع تهدف إلى خدمة المشروع الإيراني وحلفائه في المنطقة، مشيراً إلى أن أبناء المهرة لن يعملوا لخدمة أجندة مشبوهة وخبيثة. وقال إن أبناء المحافظة لن يرتهنوا إلى أموال إيران أو حلفائهم الذين يسعون لتحقيق أي نجاحات لزعزعة الاستقرار في المهرة واستهداف أشقائنا في التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وأضاف أن الحريزي ومن يواليه أصبحوا في موقف مكشوف عقب ظهور أجندتهم إلى السطح والأغراض التي يسعون إلى تحقيقها لخدمة قطر ومشروع إيران في المنطقة، مضيفاً أن وجود الأشقاء وتدخلهم عبر عاصفة الحزم، جاء لدعم كل القوى الرافضة للتمدد الإيراني عبر ميليشيات الحوثي أو الجماعات الإرهابية، ودحر المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.