لا أحد يفعل كما نفعل ولا يبدع مثلنا.. قلتها وأعيدها: الأحداث لدينا دوماً تتلون بألوان جديدة، وتضع من يأتي بعدنا في مأزق، والسبب أننا نفعل ما نفعل بحب، وبرسالة.. لا نتعامل مع الأحداث والبطولات باعتبارها فعاليات، وإنما باعتبارها إرثاً لنا يضيف إلى الأحداث رصيداً وحضارة وألقاً.
كان افتتاح دورة الألعاب العالمية أمس، قمة في الإبهار وفي الإنسانية.. لم تكن الرسالة في عروض الباليه أو الخيالة أو العروض الشعبية والتقليدية، ولا حتى في الاستعراضات الجوية، لكنها تجسدت أكثر في الحب الذي أطل من جنبات الحدث وانعكس على الوجوه، وفي الحضور الآسر الذي ازدان بقامات إماراتية ودولية، وفي الرعاية الكريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهي الرعاية التي احتضنت كل هذا النجاح، ومهدت له منذ بدء الاستعداد لاستضافة هذا الحدث للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجندت كل الطاقات والصدور لاستقبال العالم وأصحاب الهمم الذين لن يجدوا قلوباً كقلوبنا.
كانت بعثتنا - وفق التقاليد - آخر فريق في مسيرة الرياضيين أمس، وكم كنت فخوراً بهم، وبمشاركتنا للمرة الأولى في مختلف ألعاب الدورة، ببعثة هي الأكبر في تاريخ هذه المشاركات، ولا أريد أن أقول إن الأمر بات منوطاً بهم في المنافسات، وإنما بنا نحن، بأن نكون خلفهم ومعهم، وأن نجعل من تلك المنافسات، مناسبات للامتنان والاحتفاء بأبطال حقيقيين يعلموننا دروساً في الحياة وفي الأمل.
لا يمكن النظر إلى الحدث بنظرة ضيقة، تترقب المنافسات والنتائج وحسب، وإنما علينا أن ندرك أن استضافة هذه الدورة العالمية على أرضنا وفي عام التسامح، تحمل دلالات كبرى، وتفرض علينا تحديات جساماً طوال أيام الدورة، إذ علينا أن نجسد هذا التسامح واقعاً في صالات المنافسات وفي الملاعب وفي الدروب وفي كل مكان على أرض الإمارات.. علينا أن نؤكد أننا نجسد التسامح وأنه ليس مجرد شعار نردده، وإنما نحياه.
الشكر لا يكفي للجنة المنظمة لدورة الألعاب العالمية وللقائمين على الحدث، والذين يبذلون جهداً فائقاً ومقدراً لتقديم بطولة لا تنسى، وخالص الأمنيات للأبطال من كل دول العالم بخوض منافسات تسهم في الارتقاء بهؤلاء الأبطال ووضعهم في دائرة الضوء التي يستحقونها، والتي من المؤكد أنها ستكون أكثر اتساعاً بعد هذه الدورة.

كلمة أخيرة:
حدث يرعاه الكبير حتماً سيكون كبيراً.. الأحداث تتلون بمن يرعاها