"الحوثيون" ينتقمون من "كُشَر" و"الشرعية" تعلنها "منطقة منكوبة"

عقيل الحلالي، الاتحاد (صنعاء، عدن)

أخبار ذات صلة

«سنتكوم» تعترض صاروخاً ومسيَّرات حوثية في خليج عدن

اليمن.. الحوثي يجبر سكان القرى على الهجرة القسرية

واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، لليوم الثاني على التوالي، أعمالها الانتقامية من سكان مديرية كُشَر بمحافظة حجة بعدما اقتحمت معاقل المقاومة الشعبية لقبائل حجور إثر ستة أسابيع من المعارك العنيفة. وقالت المصادر، إن الميليشيات حاصرت معظم الفارين من منطقتي بني سعيد وبني عمر، جنوب كُشَر، وقامت باستهدافهم بمختلف الأسلحة، كما اعتقلت المئات من أبناء المديرية، ودهمت أكثر من عشرة منازل لقيادات قبلية، إضافة إلى تفجير 52 منزلاً.
وقال الناشط عامر السعيدي، وهو من أبناء مديرية كُشَر، إن الميليشيات تنفذ أعمالاً انتقامية وتصفيات بحق الأهالي المدنيين، وفجرت منازل قيادات مقاومة قبائل حجور مع استمرارها بحملات الاعتقالات والانتهاكات. وأكد أن الحوثيين أقدموا على قتل المواطنة هناء حسين النمشة بعدما أعدموا شقيقها أمامها، ورفضوا تسليم جثته لها. وذكرت مصادر أخرى أن ميليشيات الحوثي نفذت منذ مساء الأحد إعدامات بحق الأسرى الذين سقطوا خلال الاشتباكات الأخيرة، مشيرة إلى أن بعض الذين تم إعدامهم كانوا جرحى.
وذكرت قناة «العربية»، أن ميليشيات الحوثي ارتكبت، مجزرة جماعية ضد المدنيين في كُشَر، ذهب ضحيتها أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً من أسرتين فقط، معظمهم من النساء والأطفال. وأضافت، نقلاً عن مصادر محلية، أن من بين القتلى 12 امرأة من أسرة الهادي، و8 نساء من أسرة أحدب، بالإضافة إلى أطفال من الأسرتين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و13 عاماً. وقالت المصادر، إن الميليشيات مستمرة في تنفيذ حملة اعتقالات واسعة ضد المدنيين من أبناء وجهاء وشيوخ القبائل في منطقة العبيسة والقرى المجاورة طالت حتى الآن المئات، وتحتجزهم الميليشيات في عدد من المدارس والمراكز الصحية بالمنطقة بعد أن حولتها إلى معتقلات كبيرة.
وكانت السلطة المحلية لمحافظة حجة، التابعة للحكومة اليمنية، أعلنت، كُشَر «منطقة منكوبة» بسبب الجرائم الوحشية التي تمارسها ميليشيات الحوثي ضد أهالي المديرية. وقالت في بيان، إنها تتابع الأحداث المتلاحقة التي تشهدها كشر والجرائم الوحشية التي تمارسها الميليشيات بحق أبناء المديرية والتي تتمثل في اجتياح القرى والأسواق عسكرياً، وإحراق المنازل وهدمها فوق رؤوس ساكنيها وقتل الأبرياء، وتفجير منازل عدد كبير من قيادات المديرية، وتشريد الآلاف واختطاف العشرات، وفرض حصار جائر ظالم يمنع الغذاء والدواء عنهم. ودعا البيان كافة المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بمسؤولياتها الإنسانية، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لإيقاف المجازر الوحشية التي تمارسها الميليشيات في حق أبناء المديرية. كما طالب الحكومة اليمنية بالقيام بمسؤولياتها تجاه الوضع الكارثي الذي فرضته الميليشيات على أبناء كُشَر الذين باتوا مهددين بالموت والإبادة، مشيداً في الوقت ذاته بالدعم والإسناد الذي قدمه الأشقاء في دول التحالف العربي لأهالي المديرية وقبائل حجور خلال مواجهتهم عدوان الحوثيين.
إلى ذلك، قتل جندي وجرح 14 آخرون ومدنيون، بينهم امرأة مسنة في خروقات حوثية لقرار وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غرب اليمن. وجددت الميليشيات، هجماتها المدفعية والصاروخية على مناطق سكنية ومواقع عسكرية لقوات المقاومة المشتركة بقيادة ألوية العمالقة في الحديدة ومديريات الدريهمي والتحيتا وحيس. وقالت مصادر، إن الميليشيات قصفت بعشرات القذائف المدفعية مواقع ألوية العمالقة شرق مدينة الصالح شمال شرق الحديدة، مستهدفة أيضاً برشاشات متوسطة مزرعة للأبقار في منطقة كيلو 16 شرقي المدينة الساحلية. كما قصفت الميليشيات بشكل مكثف مواقع قوات العمالقة شرق الدريهمي، وهاجمت أيضاً مواقع للقوات المشتركة وأحياء سكنية في مديريتي التحيتا وحيس، حيث أصيبت في المديرية الثانية امرأة مسنة جراء القصف العشوائي.
وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن جندياً قتل وأصيب 14 آخرون جراء قصف مكثف للميليشيات على مواقع قوات العمالقة في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا الساحلية جنوب الحديدة. وقال المتحدث باسم قوات العمالقة، مأمون المهجمي، إن الميليشيات صعدت مؤخراً خروقاتها للهدنة وشنت عمليات واسعة على ألوية العمالقة في مديرية الدريهمي ومناطق أخرى بالحديدة، مؤكداً أن قوات العمالقة أفشلت محاولات الحوثيين للسيطرة على المواقع العسكرية للقوات المشتركة في مناطق التماس بالمحافظة. وذكر أن الميليشيات استغلت فترة الهدنة لإعادة ترتيب صفوفها واستقدام مقاتلين جدد وأسلحة ثقيلة إلى الحديدة بعدما تعرضت لاستنزاف كبير خلال المواجهات مع قوات المقاومة المشتركة نهاية العام الماضي.
واقتحمت ميليشيات الحوثي إحدى القرى في محافظة إب وسط اليمن بهدف اختطاف مدنيين في ظل الانتهاكات اليومية التي ترتكبها بحق المواطنين بمختلف مديريات المحافظة. وأفادت مصادر محلية أن مسلحين تابعين للميليشيات الانقلابية اقتحموا قرية بيت الحنش بمنطقة مخلاف عمار في مديرية الرضمة شمال شرق إب وروعوا الأهالي، خصوصاً الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن الميليشيات أطلقت النار باتجاه منازل المدنيين في القرية ما أسفر عن سقوط جرحى حالة بعضهم خطيرة. وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات روعت الأطفال والنساء جراء الأعيرة العشوائية التي أطلقتها باتجاه المنازل، مشيراً إلى أن الميليشيات اعتقلت عدداً من السكان واقتادتهم إلى أحد السجون في الرضمة.