الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الروبوت والبرمجة»... حضور فاعل في معارض التعليم والتدريب

«الروبوت والبرمجة»... حضور فاعل في معارض التعليم والتدريب
10 مارس 2019 03:27

دينا جوني (دبي)

لا يمكن لزائر المعارض ومنتديات التعليم في السنوات الأخيرة إلا أن يلحظ كيف تحولت الروبوتات بمختلف أنواعها وأشكالها، مع تقنيات البرمجة التي ترافقها، إلى موضة تعمل الشركات من خلالها على جذب أكبر عدد ممكن من المهتمين من القطاع الحكومي أو الخاص. ففي جولة سريعة بين أرجاء معرض الخليج للتعليم والتدريب الذي اختتم أعماله مؤخراً في دبي، ينكبّ الطلبة والمعلمون والمدرّبون على روبوتات ملوّنة صغيرة تمشي ببطء على الأرض، بمحاولة للسير على الخط المرسوم لها. كما يبذل ممثل إحدى الشركات جهداً كبيراً في إقناع عدد من المعنيين بإدارة مناهج الطفولة المبكرة في وزارة التربية والتعليم، بأهمية أسلوب البرمجة الذي يقدّمه في تعليم اللغة الإنجليزية للطلبة. وأمام الكمّ الكبير من التقنيات المعروضة وأشكال الروبوتات المختلفة، يشرح عدد من المختصين في هذا المجال أسباب هذا التوجّه وأهمية هذه التقنيات الجديدة.
تعمل لطيفة الدسيماني، مديرة برامج تدريب الروبوت في وزارة التربية في المملكة العربية السعودية، على نشر ثقافة البرمجة واستخدام الروبوت لحلّ المشكلات داخل الصفوف الدراسية، وهي مبادرة جديدة تطرحها الوزارة في عدد من المدارس داخل المملكة، وهي تستخدم أنواعاً مختلفة من الروبوتات سهلة الاستعمال والبرمجة، أي تلك التي لا تحتاج إلى وصلها بجهاز الحاسوب، لتتناسب مع الطلبة في مرحلة رياض الأطفال والصفوف التأسيسية. وقالت: «إن هذه الأنواع من الروبوتات تتم برمجتها من جهاز الروبوت نفسه أو عن بعد من خلال تطبيق على الألواح الذكية».
وتهدف الدسيماني من مشروعها إلى نشر الوعي لاستخدام الروبوت والبرمجة داخل الصفوف الدراسية ودمجها في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، لاختبار المعرفة بأسلوب لم يكن متاحاً من قبل، ولدفع الطلبة إلى التفكير في المشكلات، وإيجاد الحلول المنطقية لها.
ففي علوم الأحياء مثلاً، بدلاً من أن يتأمل الطالب في صورة أحادية البعد للقلب وقراءة المعلومات عنه، تسمح التقنيات الجديدة للطالب بالتجول افتراضياً داخل القلب، والتمعّن بتفاصيله مع الاستماع إلى شرح مفصّل عن وظيفة كل جزء من القلب.
وأشارت إلى أن مشروع البرمجة والروبوتات في مدارس المملكة يشمل أيضاً التربية الوطنية، إذ إنها أدخلت في برنامجها عناصر الهوية الوطنية من خلال تصميم خرائط لمناطق في المملكة واستخدامها لكي يبرمج الطلبة على أساسها.
ولفتت إلى أن وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية وجدت أن من الضروري البدء بتعليم البرمجة واكتشاف الروبوتات منذ المراحل التعليمية الأولى، وقالت: «إن تطبيق المشروع يفرض على المدارس إعادة هيكلة الخطة الدراسية لكي تشمل المهارات الجديدة التي تتطلّبها البرمجة».
ويقول ماركو ميزدراك الذي عرض خلال المنتدى ابتكاره وهو الروبوت Poppy: «إن الروبوتات والبرمجة تنتشر في مختلف المنتديات التعليمية والمعارض ليس بغرض الترويج التجاري، وإنما لأنها في الوقت الحالي هي الوسيلة الوحيدة الحديثة لدينا لحلّ المشكلات التي تعترضنا في مختلف القطاعات البيئية والطبية والصحية، وغيرها». وبالنسبة لاستخدام الروبوت في المدارس، أشار إلى أن التكنولوجيا وحدها لا تجعلنا معلمين أفضل، وإنما السبل التي من خلالها يتم توظيف الروبوت لتقديم تجربة تعليمية أعمق وأكثر غنى تلائم متطلبات القرن الحادي والعشرين.
ويتميز مشروعه بأنه مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، ومزوّد بمحرّكين حاسوبيين مركبين في الخلف، بالإضافة إلى شاشة مثبتة تحت الجبين، ومزوّدة بحساسات تظهر عيوناً تفاعلية مع الفرد الذي يقف قبالة الروبوت.
يطرح ميزدراك فكرة جديدة من هذا التصميم، وهي فتح المجال لدمج البرمجة مع حركات الروبوت الراقصة، أو تقنيات الروبوت مع مهارة تحريك الدمى، لافتاً إلى أن أهمية الأمر تكمن في أن هذا النوع من التصاميم يعطي الفرصة للتمعن في أجسامنا وفي ميكانيكية الحركة التي دائماً ما تكون تلقائية وتحصل من دون عناء التفكير فيها.
ويؤكد أحمد متجلي الذي تعرض شركته عشرات من ألعاب الروبوت التعليمية الخاصة بالمدارس للطلبة في مختلف المراحل التعليمية، أن سوق البرمجة والروبوت قد شهد توسعاً كبيراً خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيراً إلى أنه تم تطوير عشرات المنتجات التعليمية مذاك الوقت ولغاية اليوم، لتلبية إقبال الطلبة على الحلول التقنية الجديدة المستخدمة في الأنظمة التعليمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©