الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"البرلماني العربي": لا سلام من دون حل دائم للقضية الفلسطينية

"البرلماني العربي": لا سلام من دون حل دائم للقضية الفلسطينية
5 مارس 2019 01:09

جمال إبراهيم (عمّان)

أكد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في ختام أعماله، أمس، بالعاصمة الأردنية عمان، والذي عقد تحت شعار: «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للأمة العربية، وأنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة كافة، ويؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجّروا منها وتعويضهم عما لحق بهم من خسائر طبقاً لقرار الأمم المتحدة 194 الخاص بحق العودة.
وشدد المؤتمر على رفضه التام لكل المبادرات الأميركية، وعلى رأسها ما يسمى بـ«صفقة القرن» ودعم الشعب الفلسطيني، في رفضه القاطع لتلك المبادرات التي تنتقص من حقوقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
ودان المؤتمر اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وبواباته التي كان آخرها إغلاق باب الرحمة بالسلاسل الحديدية، إلى جانب الاقتحامات اليومية ومنع المصلين من الوصول إليه، وتوفير الحماية للمستوطنين أثناء اقتحامهم المسجد، كتوطئة للتقسيم المكاني والزماني للحرم القدسي الشريف.

ودعا المؤتمر البرلمانات العربية إلى العمل مع حكوماتها لإعادة تفعيل شبكة الأمان المالية العربية التي أقرتها القمم العربية لدعم الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية، في مواجهة الحصار المالي الأميركي والقرصنة الإسرائيلية لأموال الشعب الفلسطيني.
وطالب المؤتمر البرلمانات العربية باتخاذ الإجراءات والتدابير المالية والسياسية العاجلة والفعالة وتفعيل الصناديق المالية التي أنشئت من أجل حماية القدس في وجه الأخطار التي تتعرض لها المقدسات المسيحية والإسلامية، والتصدي لسياسات التطهير العرقي للمقدسيين في مدينتهم.
وأكد المبادرة العربية للسلام التي أصبحت دولية طبقاً للرباعية وخارطة الطريق التي تنص على أنه لا تطبيع ولا سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلا بعد أن تنسحب قواتها من جميع الأراضي العربية المحتلة، وبعد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
ودان المؤتمر استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة التطهير العنصري في مدينة القدس والتي تمثلت مؤخراً بإخطار ما ينوف عن سكان 200 منزل في القدس القديمة بإخلاء منازلهم.
وطالب الاتحاد البرلماني العربي بدعم الفلسطينيين من خلال وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وفقاً لقرارات القمم العربية المتعلقة بعدم التطبيع، والدعوة إلى موقف الحزم، والثبات بصد كل أبواب التطبيع مع إسرائيل.
وأكد البيان الختامي أن: «أي حلول تتجاوز مقررات الشرعية الدولية وأطر المبادرة العربية للسلام، والتي تنص على حل الدولتين، والتوصل لحل عادل عبر التفاوض على قضايا الوضع النهائي المتمثلة بملف اللاجئين، والقدس والمياه والحدود، هي حلول غير قابلة للحياة، خصوصاً في ظل الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون على مدى أكثر من سبعين عاماً».
وحذر الاتحاد البرلمان العربي من أي محاولة تمس بالوضع التاريخيّ والقانونيّ القائم للقدس والمقدسات، ومحاولات طمس هوية المدينة المقدسة، والإجراءات الإسرائيلية الأحادية، التي تمثل انتهاكات مستمرة وتصعيداً خطيراً.
وأكد الموقف الثابت الذي سبق وأن اتخذه الاتحاد في المؤتمر الطارئ في الرباط باعتبار الولايات المتحدة الأميركية دولة منحازة، ولم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام ما دامت تنتهج سياسة أحادية في قراراتها، وغير محايدة تصب في الانحياز لمصلحة المحتل الإسرائيلي، وآخرها القرار غير الشرعي والأرعن المتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والذي سيجعل عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح، ويفتح المنطقة على مستقبل مظلم يتهدده العنف والتطرف الفكري والعقائدي والنزعات الدموية العمياء.
ووافق المؤتمرون على مقترح مجلس النواب الكويتي في دعم جهود المصالحة الفلسطينية، وتبنوا تشكيل لجنة برلمانية عربية تبحث مع الأطراف الفلسطينية سبل المصالحة، وإنهاء الخلافات فيما بينهم، وهو ما يصب في مصلحة توحيد المواقف الفلسطينية والعربية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي ما زال يقاوم كل أوجه الانتهاكات منذ أكثر من سبعين عاماً.
وأكد المجتمعون أهمية مواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» كي تواصل تقديم خدماتها الصحية والتعليمية للاجئين، مؤكدين أن ملفات اللاجئين والقدس وحق العودة والتعويض، هي من ملفات الحل النهائي لتسوية القضية الفلسطينية. واعتبر أن من تجليات دعم الحقوق الفلسطينية هو مواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» كي تواصل تقديم خدماتها الصحية والتعليمية، حتى تظل قضية اللاجئين الفلسطينيين ومظلوميتهم تضغط على عصب دول العالم، وتضعها أمام مسؤولياتها الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©