الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكويت.. 58 عاماً من النهضة والاعتدال والإنسانية

الكويت.. 58 عاماً من النهضة والاعتدال والإنسانية
25 فبراير 2019 03:30

دينا مصطفى (أبوظبي)

العيد في الكويت ليس عيدين وإنما 3 أعياد.. فرحة باليوم الوطني الـ58 في 25 فبراير، وفرحة بالذكرى الـ28 للتحرير في 26 فبراير، وفرحة تجديد الولاء في الذكرى الـ13 لتولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، دافعاً البلاد إلى مزيد من النهضة التنموية في مختلف المجالات.

نهضة شاملة
أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم ومضت على طريق الارتقاء الذي رسمته خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال خلف القيادة الرشيدة. وعلى الرغم من أن يوم 19 يونيو 1961 يشكل التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت عن الاحتلال البريطاني، إلا أن الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح قرر تغيير هذا اليوم عام 1964 ودمجه مع ذكرى جلوسه في 25 فبراير، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بالعيد الوطني في هذا التاريخ، كما تحتفل منذ عام 1991 وتحديداً في 26 فبراير بذكرى تحررها من الاحتلال العراقي.

توازن داخلي وخارجي
منذ استقلالها، سعت الكويت داخلياً إلى تدعيم نظامها السياسي بإجراء أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963. كما سعت خارجياً إلى انتهاج سياسة معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقاً وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفاً في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة.
واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك كما كان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
وحرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها وتم منح أمير الكويت لقب قائد للعمل الإنساني في سبتمبر 2014. ومسيرة العطاء مستمرة لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعاً للديمقراطية حيث أقر سموه خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالبلاد وتحولها إلى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق.

لا للتعصب والخلافات
ولأن الوحدة الوطنية طريق التقدم، يحرص أمير الكويت في كل مناسبة التأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم ونبذ الخلافات والمشاكل والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح. ويقول سموه في كلمة توضح نبذه للتعصب والخلافات، «نحن في هذا الوطن أخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما على حساب الوطن، الولاء بيننا لله ثم إلى الوطن الذي نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني أسواره بتعاضد أبنائه».

قفزة تنموية شاملة
تمثل قضية التنمية أهم أولويات الكويت، بجميع أجهزتها، لتطوير الاقتصاد، وبناء الإنسان الذي يشكل أساس كل نهضة، وكان تحقيق اقتصاد كفء هو الأساس لتحقيق دولة الرفاه من خلال التنمية المستدامة، والتي توفر فرص عمل للمواطنين، وتسعى إلى تحقيق ما يطمحون إليه من رفاه وازدهار. وحققت الكويت العديد من الإنجازات والنجاحات في الكثير من المجالات العلمية والشبابية والرياضية، وكذلك الإسكان والاتصالات، فضلاً عن شبكة الطرق الحديثة التي امتدت إلى كل المناطق، وبأحدث المواصفات العالمية، وكذلك ما وصل إليه التعليم من رقي ونجاح، إلى جانب ما حققته الكويت في المجال الصحي من إنجازات وتطور لجميع المجالات الصحية، حتى وصلت المستشفيات إلى العالمية، من خلال ما تقدمه من خدمات وأحدث الأجهزة التي تماثل الموجودة في أكثر دول العالم تقدماً.
ويعد الاقتصاد الكويتي أحد أهم الاقتصادات في المنطقة الإقليمية بالشرق الأوسط، وأحد أكبر الدول المصدرة للنفط بالعالم، ويتمتع بالعديد من المقومات والعوامل البارزة التي أسهمت في تشكيل وصناعة اقتصاد مهم ومؤثر وجاذب إقليمياً وعالمياً. وقفز الاقتصاد قفزة تنموية شاملة تنفيذاً لتطلعات الشيخ صباح الأحمد الجابر، وتوجيهاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، وتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية بأن تعود الكويت كما كانت عروس الخليج.

مشاريع عملاقة
وتم إنجاز العديد من المشاريع العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية، ومن أبرزها مدينة (صباح الأحمد البحرية) والتي تعد أول وأكبر مشروع يشيد بالكامل من قبل القطاع الخاص. وتحتوي المدينة على العديد من عوامل الجذب، حيث قسمت إلى قطاعات تتخللها ممرات مائية صناعية، كما تحتوي على خدمات متكاملة من مدارس ومساجد ومراكز أمنية برية وبحرية ومتنزهات عامة. ومن المشاريع التنموية المهمة والعملاقة التي تشهدها الكويت ويرتقب افتتاحها بشكل رسمي قريباً، مشروع (مستشفى الشيخ جابر) الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، وسادس أكبر مستشفى في العالم.
ويأتي ميناء مبارك الكبير كأهم وأكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الأشغال. ويهدف المشروع إلى إنشاء ميناء بحري رئيس بسعة 24 مرسى يكون محوراً رئيساً للنقل الإقليمي، ويربط الأرض بالبحر بوسائط نقل متعددة كالطرق السريعة، والسكك الحديدية، ويعزز مكانة الكويت كمركز مهم للنشاط الاقتصادي الإقليمي. وسيشكل ميناء مبارك الكبير بعد إنشائه نقلة نوعية في قطاع تجارة الترانزيت، وسيمثل خطوة مهمة في العودة مرة أخرى لإحياء طريق الحرير من خلال بوابة الكويت.
ومن المشاريع الحيوية التي دشنت في عهد الشيخ صباح الأحمد، مشروع جسر جابر، وهو جسر بحري بطول يتجاوز 37 كيلومتراً، ويربط ما بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة. ويهدف المشروع إلى حل الاختناقات المرورية من منطقة الشويخ، وتسهيل حركة مرور الشاحنات التجارية (الداخلة والخارجة) إلى ميناء الشويخ. كما أن من المشاريع الاستراتيجية التي ستحدث نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية (مبنى الركاب الجديد 2 في مطار الكويت الدولي)، حيث من المقرر أن يمثل هذا الصرح الهائل الذي تبلغ تكلفة إنجازه 1,3 مليار دينار كويتي، نقلة نوعية في مجال النقل في البلاد لتجعلها محوراً إقليمياً رئيساً للشرق الأوسط.

المرأة.. دور ريادي
أثبتت المرأة الكويتية دورها الريادي والفاعل في مسيرة التنمية التي تشهدها الكويت في شتى المجالات، وتعد بحسب نصوص دستور البلاد، فرداً فاعلاً في المجتمع، حيث منحها حقوقاً في التعليم والبعثات والعمل. وحققت المرأة نقلة بارزة في رحلة الوصول إلى قبة البرلمان عندما نجحت أربع نساء في الانتخابات البرلمانية آنذاك، وحصلن على عضوية مجلس الأمة من خلال صناديق الاقتراع، وما زلن ينلن نصيبهن في البرلمان.

دعم فاعل عربياً وأممياً
انضمت الكويت إلى الجامعة العربية في 20 يوليو 1961، وسعت إلى دعم الدول العربية، ثم عملت على إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ليكون دعماً وعوناً للدول العربية في بناء مشاريعها المختلفة. وأكملت بعدها عضويتها بالانضمام إلى الأمم المتحدة في 14 مايو 1963 والمنظمات التابعة لها، لتكون بذلك عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، تسعى نحو السلام والاستقرار. وطوال عقود من الزمان، قدمت الكويت مساهمات كبيرة وجليلة لخدمة الإنسانية عن طريق مشاركاتها الفعلية في المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وخلال هذه الفترة، توثقت علاقة الكويت بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها. وقد أكسب سجل الكويت المشرف، احترام المجتمع الدولي وتعاطفه أثناء محنة الاحتلال العراقي عام 1990، خاصة في المحافل والمؤتمرات الدولية، لما لها من إسهامات بارزة في دعم ومساندة قضايا التنمية وحقوق الإنسان.
وتقوم سياسة الكويت الخارجية على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والاعتراف بحق كل شعب في اختيار نظامه الأساسي. واستطاعت عبر هذه المبادئ أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة، بفضل دورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك، إلى جانب تعزيزها منذ عام 1981 مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتوسيع النطاق ليشمل كل الميادين، سواء على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي، والعديد من المجالات الأخرى التي تهم دول المجلس أو من خلال العلاقات الثنائية بينها وشقيقاتها أعضاء المجلس.

القضية الفلسطينية
نالت القضية الفلسطينية اهتماماً كويتياً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بإغاثة الشعب الفلسطيني. وتنتقل المساعدات الكويتية بأيدي أبنائها إلى مستحقيها من المحتاجين والمعوزين، لا سيما اللاجئين منهم، وذلك ترجمة للتوجيهات السامية للقيادة التي دأبت على تخفيف المعاناة عن هذه الفئات، وانطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي تتحملها الكويت تجاه الشعوب الفقيرة حول العالم.

الحرب على «داعش»
ساهمت الكويت مساهمة فعالة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث كانت المحطة الأساسية للقوات الأميركية في حربها ضد هذا التنظيم في سوريا والعراق. وكانت المقاتلات الأميركية والدولية التابعة للتحالف الدولي، تنفذ طلعاتها انطلاقاً من الكويت، لمساندة القوات المحلية في حربها ضد التنظيم، قبل أن تسمح أنقرة لواشنطن باستخدام قاعدة «انجرليك» التركية.

الأزمة السورية
احتلت الأزمة السورية وما تمخض عنها من تداعيات تسببت في كوارث إنسانية، حيزاً كبيراً من الاهتمام، حيث هبت الكويت منذ اندلاع الأزمة في سوريا إلى مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للنازحين واللاجئين السوريين على المستويين الرسمي والشعبي. وتعددت أشكال المساعدات وبرامج الإغاثة التي نفذها أبناء الكويت للاجئين السوريين في المجتمعات المستضيفة، بين تجهيز المخيمات وبناء المدارس والمساجد ودور الأيتام والمرافق الحيوية، وتوزيع المساعدات النقدية والعينية كالمواد الغذائية والألبسة، وتقديم الرعاية الصحية، وسائر أنشطة التنمية المجتمعية.
واستضافت الكويت أربعة مؤتمرات للمانحين، وشاركت في رئاسة مؤتمر خامس، ودعمت عمل المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في سوريا، كما رحبت بالتقدم المحرز منذ عام 2013 من قبل المؤتمرات الدولية لدعم سوريا والمنطقة التي عقدت في الكويت ولندن، ومؤتمر المتابعة الذي انعقد في بروكسل في الخامس من أبريل 2017. غير أن مؤتمر سوريا تمخض عن تعهدات مضمونة بلغ مجموعها ستة مليارات دولار لعام 2017، و3,7 مليار دولار للفترة 2018 - 2020 لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا والمنطقة.

إعمار العراق
واستضافت الكويت، على مدار 3 أيام خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير 2018، مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، برعاية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي شاركت فيه نحو 70 منظمة إنسانية، منها 30 منظمة إقليمية ودولية، و25 منظمة عراقية، و15 منظمة كويتية، فضلاً عن 2300 شخصية، يمثلون 1850 شركة دولية متنوعة، ممثلين لـ70 دولة حول العالم. وفي اليوم الختامي للمؤتمر، أعلن وزير الخارجية صباح الخالد، أن إجمالي إسهامات الدول المشاركة بلغت 30 مليار دولار من أجل إنجاز إعادة إعمار العراق التي أنهكها ودمرها تنظيم «داعش».
وكانت الكويت سباقة في تقديم يد العون إلى النازحين العراقيين، وإيصال المساعدات حتى في الأوقات الحرجة، والتي لولاها لفقد العديد من الأطفال حياتهم بسبب الجوع والعطش. وسبق للكويت أن نفذت العديد من المشاريع والبرامج الإنسانية في العراق، والتي شملت بناء مدارس نموذجية في مراكز المدن، وأخرى مؤقتة في مخيمات النزوح، وتوزيع مساعدات طبية وإنسانية للنازحين.

المساعدات لليمن والروهينجا
لم تنقطع المساعدات الكويتية إلى اليمن بتسليم صندوق «إعانة المرضى» الكويتي مؤخراً مخازن الإمداد الدوائي بمحافظة عدن ثلاث حاويات لأدوية ومستلزمات غسيل الكلى وعلاج وباء الكوليرا، مقدمة من الكويت. ويذكر أن حملة (الكويت إلى جانبكم) تعمل في مجال الإغاثة العاجلة في اليمن من خلال خمسة قطاعات هي الغذاء والماء والتعليم والإيواء، إضافة إلى الصحة.
ولم تغب أزمة مسلمي الروهينجا عن المشهد، حيث أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، إطلاق حملة لجمع التبرعات لإغاثة اللاجئين من مسلمي الروهينجا في مخيمات اللجوء ببنجلاديش، وسط معاناتهم الإنسانية القاسية، وأوضاعهم المأساوية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©