تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية شهادات قيمة للتاريخ حول أحداث ووقائع على صلة مباشرة بمنطقتنا، شهادات قيمة تستمد أهميتها من راويها والمشارك فيها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس الأمن الوطني السابق في المملكة العربية السعودية الشقيقة وسفيرها الأشهر لدى الولايات المتحدة الذي أمضى زهاء ربع قرن في ذلك المبنى الزاهي الذي تحيط به الأشجار والمساحات الخضراء الكائن في 601 نيوهمشاير أفنيو واشنطن دي سي.
من بين روايات الأمير بندر بن سلطان لـ«الاندبندنت العربية» يبرز الموقف التاريخي الذي قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية: إنه كان شاهداً عليه، خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض عام 2014 عندما أنقذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ تميم بن حمد أمير قطر من مواجهة عاصفة مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بسبب سياسات قطر.
قال الأمير بندر في روايته للتاريخ عن تلك الجلسة: «شعر الوفد الإماراتي، وتحديداً ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن الاجتماع قد يخرج عن مساره بسبب تراجع الشيخ تميم، ويروي الأمير بندر ما حدث مكملاً:«كان الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد، ويرافقه الشيخ محمد بن زايد. وقام الشيخ محمد بن زايد إلى الشيخ تميم، وهمس في أذنه ثم عاد إلى كرسيه، وقال تميم: بودي أن أقول شيئاً: أنا معكم، لا تحاسبوني بما حصل قبلي، حاسبوني على كل شيء من وقت استلامي للحكم وما بعد ذلك، وبحول الله لن أشذ عن رأي الإخوان والجماعة». وحين خرجنا من القمة، طلب مني الملك أن أسأل الشيخ محمد بن زايد عن ما حدث والهمس، وسألته: أبو خالد ماذا هناك؟. قال: قلت له اسمع كلامي يا تميم، لا تمزح مع عبدالله ولا تخسر السعودية إذا كان لديك ملاحظات على الاتفاق قلها له الآن، وإذا لم يكن لديك أي ملاحظات وافق ولا تعترض عليه». نصيحة من ذهب أوجزت مكانة السعودية في قلوبنا، ولخصت موقف الإمارات وقادتها الحريصين دوماً على وحدة الصف ودعم الجهود الخيرة، لما فيه خير شعوبنا الخليجية، بينما تواصل الأبواق المأجورة من «تنظيم الحمدين» ممارسات وخطابات التشويش والتحريض والكراهية.