من تابع جلسات القمة العالمية للحكومات التي اختتمت في دبي أمس الأول، وزار جناح متحف المستقبل الذي أقيم على هامش فعاليات الحدث العالمي يخرج بتساؤل كبير، إلى أين ستقودنا الثورة الصناعية الرابعة والتوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي؟. الإجابة رغم مخاوف البعض تحمل مستقبلاً أجمل، وواقعاً أسعد لأن كثيراً من منغصات الحياة اليومية، سواء في مفاصل العمل في مختلف القطاعات، وكذلك في تفاصيل سعادة وصحة الإنسان ستتغير تماماً.
بالنسبة للإنسان البسيط لا يطلب أكثر من اختفاء الكثير من المنغصات، وفي مقدمتها ما تتسبب فيه أخطاء بشرية وتقنية لا يد له فيها، وكانت ترتسم أمامنا مسألتان تابعتهما عن قرب لمثل تلك الأخطاء، كانت الأولى لرسالة نصية وردت لزميل عن مخالفة حضورية سجلت له في الشارقة، بينما هو لم يغادر أبوظبي منذ عام، ولتصحيح هذا الخطأ كان أمامه خياران، إما سداد قيمة المخالفة، أو التوجه إلى هناك للتظلم مع ما يعنيه ذلك من استئذان من مقر عمله وهدر للوقت والجهد. فاختار الخيار الأول.
المسألة الثانية كانت تتعلق بأحد الإخوة القراء، فقد أوقف سيارته في موقف ودفع قيمة الرسم المقرر للساعة بواسطة هاتفه النقال، وتلقى تأكيداً عليها، وعندما عاد للمركبة وجد أن مفتش «مواقف» قد زين واجهتها بمخالفة واجبة السداد لعدم وضع تذكرة أو سداد تعرفة الموقف. وهنا عليه التظلم عند إدارة النظام وانتظار أيام عدة قبل الرد عليها بإلغاء المخالفة أو تأكيدها، والعذر جاهز بأن الأمر جاء نتيجة «سهو تقني».
أشياء وأخطاء بسيطة، ولكنها تفسد بهجة يوم كامل، أو حياة المرء لأيام عدة أو شهور إذا ما كانت أخطاء جسيمة، كما في حالة تشابه الأسماء في المطارات أو القوائم السوداء للبنوك، والتي تتسبب في تغيير حالة المتضرر رأساً على عقب، والذي عليه أن يخوض رحلات مكوكية بين الدوائر والجهات المختصة لتصحيح أمر لا يد له فيه، وعلى الرغم من تراجع مثل هذه الأخطاء بدرجة كبيرة جداً عندنا، بفضل نظام الهوية والسجل السكاني إلا أنه يظهر بين الفينة والأخرى عند منصات«السفر الذكي»، والذي يضطر معه مأمور الجوازات للتدخل يدوياً.
مهنة الصحافة بدورها بشرنا أحد المتحدثين في القمة بأن بركات «الذكاء الاصطناعي» ستطالها لأنه- كما قال- يقدم مواد صحفية أكثر موضوعية من البشر.