شخصياً لم أفاجأ برحيل الكرواتي زوران ماميتش عن العين الإماراتي بعدما حقق معه «المعجزة» بالوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية، فالرجل عبّر صراحة وعلانية بعد أقل من 24 ساعة على مواجهة ريال مدريد، عندما حل ضيفاً على صدى الملاعب، فقد عبّر عن أفكاره وقال إن قرار بقائه أو رحيله يحدده التجديد مع سبعة لاعبين، يراهم مفاتيحه لتحقيق ما هو مطلوب منه كمدرب وهو البطولات والألقاب.
بالطبع، نادٍ مثل العين لم ولن يقف عند أحد، ولكن أن يتعادل العين مع الإمارات في دوري الخليج العربي، ويبتعد عن المتصدر الشارقة، فهذا يعني أن الجمهور ليس راضياً، لا عن الأداء ولا عن النتيجة، فجمهور الزعيم تعود على البطولات وعلى المنصات وعلى جلب أفضل اللاعبين والمحترفين المحليين والأجانب، وسمعت أن الهولندي فيربيك مدرب عُمان قد يكون المدرب الجديد للعين (وقد لا يكون) لأن البعض بدأ يطالب بالمدرسة الكرواتية، ومن قال إن زلاتكو (لم يعد لديه ما يعطيه) غيّر رأيه بعدما وصل الرجل إلى نهائي كأس العالم مع منتخب بلاده، وعاد وطالب بعودته لتدريب العين، وقد يفعلها الرجل ويعود يوماً، ولكنني أعتب على من يمنح ويمنع الصفات على الآخرين، وهو أساساً لم يمارس التدريب في حياته.
بالتأكيد كنت أعرف وأشعر أن زوران يريد الهلال، وقد سألته صراحة على الهواء إنْ جاءه عرضان، واحد من النصر وآخر من الهلال، وعرض الزعيم الهلالي أقل، فإلى أي نادٍ سينتقل، وهو أجاب بضحكة ممزوجة بالذكاء، ولكنني كنت أشعر أنه يريد الهلال الذي بات الآن مدربه، وأتمنى له شخصياً كل التوفيق مع أحد أعرق أندية القارة والعرب، وهي مهمة صعبة جداً لأن جمهور الهلال وإعلامه لا يرحمان، ولا ننسى أن ثلاثة أرباع مدربيه تمت إقالتهم و«تفنيشهم»، والهلال إما متصدر أو يصل إلى نهائي دوري أبطال آسيا أو حقق بطولة محلية في بلاده.
تدريب المنتخبات والأندية الكبيرة تحدٍ كبير لا يقدر عليه سوى المدربين الكبار، وزوران وزلاتكو ودياز من المدربين الكبار، وهم يعرفون تماماً أن مهنة المدرب ليست دائمة مهما طالت، إذ لا بد أن تأتي فترة ركود، تجعل الجماهير تطالب برحيله، متناسية كل الإنجازات السابقة التي حققها مع منتخبهم أو ناديهم.
الأكيد أن إدارة العين التي تعمل بصمت ومن دون ضجيج، تعرف أن المطلوب منها تحقيق لقب الدوري، إذ ما زال «الشارقاويون» مصرين على أن ناديهم لم يحسم أي شيء، وأن العين وشباب الأهلي والجزيرة والوحدة ما زالوا مرشحين للمنافسة حتى ولو ابتعدوا قليلاً أو كثيراً عن الصدارة.