الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"أخوات الرمال".. على خطى الأجداد

"أخوات الرمال".. على خطى الأجداد
1 فبراير 2019 02:17

أبوظبي (الاتحاد)

بعد ثلاثة أشهر من التدريبات المكثّفة، تنطلق اليوم مجموعة مكونة من 60 سيدة من مدينة أبوظبي سيراً على الأقدام، وعلى مدى خمسة أيام، لتقطع الصحراء وصولاً إلى مدينة العين. حيث تسير «أخوات الرمال» على خطى الأجداد نفس مسار الرحلة التي كانت تقوم بها السيدات الإماراتيات مع عائلاتهنّ، منذ فترة ليست ببعيدة.
من الناحية التاريخية، كان سكان أبوظبي يتوجهون في هذه الرحلة الشاقة إلى العين للبحث عن مناخ أكثر برودة ولتسهيل التجارة، حيث كانت النساء والرجال والأطفال يقطعون الصحراء على الجمال أو سيراً على الأقدام، في رحلة قد تمتدّ أياماً أو حتى لأسابيع.
وتقوم مسيرة النساء التراثية بإحياء هذه الرحلة التقليدية، مصطحبة مجموعة من النساء من جنسيات عدة، وبينهن نساء إماراتيات، يسرن خلال الكثبان الرملية من مدينة أبوظبي إلى العين، كما جرت العادة سنوياً منذ عام 2015.

«رحلة الحضاضير»
قالت السيدة أسماء المطوع، شريكة ومنظمة مسيرة النساء التراثية، إن المسيرة مشابهة «لرحلة الحضاضير» ورحلات الإجازات الصيفية التقليدية، ونحيي بها الجوانب الثرية لتاريخ الآباء والأمهات الذين كانوا يجتازون الصحراء في زمن ليس ببعيد، نحاول أن نؤصل وننشر إرثهم الحضاري والإنساني، ونتعرف إلى جوانب هذا الإرث مع بقية المشاركات من جنسيات عدة، حيث تشارك العديد من السيدات من خلفيات متنوعة رغبة في وصل الماضي بالحاضر كطريق لاكتشاف الذات، مستمتعات بهدايا الصحراء لهنّ من سكينة وحكمة ونقاء وسلام يفتقده أهل المدن مع تسارع الوقت وازدياد ضغوط الحياة واحتلال التكنولوجيا لأيامنا».
كل يوم تستيقظ المشتركات قبل شروق الشمس، ويبدأن السير لإتمام 9 أو 10 ساعات من المشي لكي يصِلْنَّ إلى المُخَيَمِ قبل غروب الشمس، وعلى مدى أربع ليالٍ، تستمتع السيدات بوجبات تقليدية، ويتعلمن تاريخ وثقافة دولة الإمارات ويخيّمن تحت النجوم في مخيمات بدويّة أصيلة محمية، حيث ستقوم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بدعم الفعالية من خلال تقديم نشاطات ثقافية ذات طابعٍ تقليديٍ مثل عروض الصناعات اليدوية، ودروس تحضير القهوة العربية، ونقاشٍ حول أهمية البرقع.
وتتمحور مسيرة هذه السنة حول موضوع «عام التسامح» في دولة الإمارات، وهو موضوعٌ ذو صلةٍ كبيرةٍ بالمسيرة، حيث تتجمع سيداتٍ من 20 جنسية مختلفة منهنّ 11 سيدة إماراتية، وتمنح الرحلة منصّةً مفتوحةً للسيدات لمناقشة قيمهنّ وثقافتهنّ وتقاليدهنّ.

تكريم التراث
وأوضحت جودي بالارد، مؤسسة ومنظمة مسيرة النساء التراثية: «استرشاداً بالنزاهة وتكريماً للتراث، تعزز المسيرة قوةً فرديةً وجماعية، حيث تعلمنا الصحراء أن نثابر على التعاطف، وأن نقدّر بكل تواضعٍ قوة الطبيعة، وكيف نعتمد على قوتنا الداخلية لنستمر في المضّي إلى الأمام عندما نصاب بالإرهاق».
وقد شاركت وحيدة الحضرمي ذات 26 عاماً في مسيرة عام 2017 وأكّدت على قيمة الحوار بين المجموعة المتنوعة، موضحة: «مسيرتنا في صحرائنا الجميلة وتواصلنا مع ماضينا أمرٌ مؤثرٌ على الحياة، على الرغم من أنه كان تحدياً نفسياً وجسدياً. وقد منحتني التجربة الفرصة لألتقي بعدد من السيدات من خلفيات ومسارات مختلفة في الحياة، واستمتعت بالتبادل الثقافي، وأحببت كل خطوة قمت بها في هذه الرحلة!»
يذكر أن المسيرة سوف تنتهي بحفل ختامي يوم 5 فبراير المقبل، في المجمّع الثقافي بقصر الحصن بدعم من دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©