في لقاء ضم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع رواد الكلمة، ومداد الحرقة اللذيذة، كانت الحميمية مخمل ذلك اللقاء، وكانت الشفافية قماشة تلك الكلمات، التي تدفقت من لدن قائد الحب سجيته، والابتسامة الشفيفة فطرته، وإسعاد الناس قضيته، كان في اللقاء ينثر شذا السلام النفسي في ثنايا كل من وقف يرتل آيات المصافحة لِيَد بيضاء من غير سوء، امتدت دائماً تهدهد الألم، وتطرد السقم، وتمنح النعم وتهدي كل من شق الدهر قميصه من دبر، أحلى الشيم، وتمضي بحياة الناس جميعاً نحو غايات وقيم، وترفع أشرعة المكلومين، إلى أعلى القمم.
في ذلك اللقاء ونحن بين يدي صادق أمين، تشدو قلوبنا حبوراً، والطير فوق هامات أرواحنا يردد النشيد، وكل من حضر من أبناء عروبتنا، ذلك اللقاء، كانوا يطرفون بأجفان ملؤها الفرح، وهم يحضرون المشهد الإنساني الفريد، والذي لا مثيل له لا في الشرق، ولا في الغرب، إنه امتياز إماراتي، من نسل زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
ذلك اللقاء أجهشت له القلوب، وتضرعت، وهشت جوانحها، لما للوجه الحليم من هالة ربانية، تضع للحب مرابع، ينبت فيها عشب الفرح، وتزهر أغصان الشجر، وتترعرع غزلان الطمأنينة، وتضاء الأفئدة، بمصابيح الأمنيات العريضة وتسفر الأرواح، بأنوار التفاؤل، والتواصل ما بين الإنسان والإنسان.
في ذلك اللقاء وأنا أتأمل الوجوه المتشحة، بابتسامات، قل نظيرها في عالم عربي أحلامه انقض عليها وحش التآكل، والتواكل، وانحسار البريق من عيون المكظومين.
في ذلك اللقاء كنت أرى فراشات الفرح، ترفرف على محيا الذين جاؤوا ليصافحوا يد الخير والمحبة، والسلام، والوئام والانسجام، ما امتدت إلا لنبع طيب، وما انحسرت إلا عن غاشم مكرب.
في ذلك اللقاء، كان الحديث بين ضيوف سموه، تسرده الشفاه مثل خيط الحرير، والقماشة، كلمات تخرج من القلب، إلى القلب، لتصبح في الدنى سحابات تنثر مسعاها الندي على صدور المدنفين بحب الإمارات، وقيادتها، لما يحدث من منجزات، هي معجزات، أذهلت كل ذي بصيرة، وبصر، وأدهشت كل من في قلبه بوح الطير، ورفيف الشجر.
في ذلك اللقاء، كانت العفوية درساً، وعظة لكل من يريد أن يتعلم من مدرسة الإمارات، وطبيعة أهلها، وأخلاق قيادتها.