أول لقاء جمع المنتخب السعودي بنظيره الياباني، كان في دورة الألعاب الآسيوية عام 1990، ووقتها فاز «الأخضر» بهدفي فهد الهريفي وخالد مسعد، وبعدها احتاج إلى 16 عاماً كاملة، ليفوز على «الساموراي» من جديد، ففي ست مباريات لعبها، فاز في واحدة، وخسر خمسة لقاءات، واليوم وبعد الفوز الياباني الأخير على السعودية في دور الـ 16 لكأس أمم آسيا، بلغ منتخب اليابان تسعة انتصارات، مقابل 4 لـ «الأخضر».. هم يتغيرون من حولنا، بينما نحن ثابتون، وربما نتجاوز الثبات إلى «الرجوع» للخلف.
وفي مواجهتين سابقتين بين الأردن وفيتنام، كان التعادل حاضراً فيهما، وعلى الرغم من التطور اللافت للمنتخب الأردني الشقيق، وما قدمه في بدايات البطولة الآسيوية من مستوى، جعل البعض يرشحه للمنافسة على اللقب، عاد «النشامى» وسقطوا في فخ الهزيمة من فيتنام بضربات الترجيح، ليودعوا البطولة في واحدة من أكبر مفاجآتها كما صورها البعض.. ولتصعد فيتنام إلى ربع النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد 2007، لكن لما هي مفاجأة.. هذا ما جنت أيدي «النشامى».. أيضاً «السيارة ترجع إلى الخلف».
طوال المشاركات العربية في البطولات الدولية والقارية والعالمية، لا يمكن التحقق من شيء.. لا يمكن القول إننا نكسب أرضاً جديدة، حتى لو حدث، فهي مفاجأة، ولا ديمومة للمفاجآت.. هي إما سارة، وإما حزينة، وليست قابلة للتكرار.
من يتابع أحوال الكرة في العالم، وفي بطولة الأمم الآسيوية الدائرة رحاها في الإمارات، سيدرك أن الواقع من حولنا يتغير، وأن المنتخبات ليست على حالها، فلا الهند على حالها ولا تايلاند، ولا قيرغيزستان، ولا فيتنام.. نحن فقط على حالنا، وربما يسوء المآل من حال إلى حال.
لا أدري أين تكمن العلة بالضبط.. هل هي فيمن يخطط أو من يدرب أو من يدير؟.. أم أنها في اللاعب الذي بات نموذجاً عالمياً لعدم القدرة على الاحتراف الحقيقي، وهو مؤشر على أن «الجواد» الذي يجر العربة لا يستطيع، وباستثناء المصري محمد صلاح هذه الأيام، وعدة أسماء مروا من هنا أو هناك، يبدو عطاؤنا الاحترافي قليلاً، ليعكس حالة الترهل في الكرة العربية التي لا يمكن أن تراهن عليها أبداً.
أكتب ما أكتب قبل مباراة منتخبنا أمام قيرغيزستان، فقد استفزني الخروج العربي الثلاثي للأردن وعُمان والسعودية، وأياً كانت نتيجتنا، فهي لن تنفي واقع أننا نراوح أنفسنا، وإن راوحناها فغالباً ليس للأمام.. ما يحدث في آسيا يجب أن يستفزنا، فالعالم يمضي و«الفرجة» ليست كافية لنبقى في المشهد.

كلمة أخيرة:
المتفرجون - قطعاً- لا مكان لهم على المسرح