أعزائي الرياضيين، ابحثوا معي عن رئيس الاتحاد أو نائبه، فقد مضى أسبوعان على انطلاقة كأس آسيا، ولم نسمع عنهما لا حس ولا خبر ولا تصريح، عدا صور بعيدة عن حضورهما التدريب أو الجلوس في المنصة.
بطولة قارية بحجم كأس آسيا يتابعها كل أهل الإمارات بشغف، ويتحدثون من خلالها عن أداء المنتخب، ومستواه وطريقة لعبه وحتى الآن، لم نر الرئيس في هذا الحدث الكبير يخرج للعلن، ويتوجه للجماهير، ويخاطبهم عبر أي وسيلة إعلامية مهما كانت، غيابٌ تمامٌ يكاد يتحول إلى أشبه باختفاء غامض عن كل المشهد.. أغلب رؤساء الاتحادات الآسيوية ظهروا وتحدثوا، وتنقلوا بين مختلف وسائل الإعلام، وخاطبوا جماهيرهم إلا نحن.. عسى المانع خير!
ولولا إشاعة إقالة المدرب، لما ظهر حتى بيان الاتحاد، والذي كتب باستعجال، وكأن هناك أمراً أهم من طمأنة وتحفيز الجماهير في هذه البطولة الأهم!.. هل هي سياسة أكبر من مستوى استيعاب الناس، وهل هو نهج جديد يطل علينا، على عكس ما تعودناه من قادتنا الذين يتواصلون مع المجتمع عبر حساباتهم ومكاتبهم الإعلامية، وباتوا هم من يذهبون للناس وليس العكس، أما اتحاد الكرة الموقر، وكأن الأمر لا يعنيه، الاتحاد يجب أن يظهر في كل الحالات.. سواءً فزنا أو خسرنا، وسواء هناك أزمة أم لا، فالجمهور والمجتمع بأكمله يتابع أهم وأكبر بطولة كروية نستضيفها منذ أكثر من عقدين، أم أن الأمرَ لم يعد يهمكم لهذه الدرجة!
إذا كان حدث مهم مثل هذه البطولة، لم يظهر مسؤول باتحاد الكرة ويتحدث ويخاطب الجماهير، فمتى سيظهر ومتى سيؤدي دوره، أم أن الأدوار تغيرت ونحن لا ندري، وعن نفسي لم أتمكن من استيعاب مغزى هذا الغياب، هل هو صمت الحكماء أم سياسة الهدوء الغامض، أم أنه حقاً تجاهل لنا كلنا مهما كانت مراكزنا ومواقعنا!
كنت أمني النفس على الأقل، أن يخرج أحدهم، ويقول للشارع المحلي «مبروك»، أو يظهر ويقول الأداء سيتحسن ويتطور بقوة الجماهير، أو يجدد الثقة في المنتخب، بعد سلسلة من الانتقادات، سواء من الجمهور أو الإعلام، أم تحتاجون سبباً أعمق لا نعرفه كيف تظهرون للعلن!

كلمة أخيرة
القيادة فن.. وليس كرسياً ومسمى وبرستيجاً!