يقولون رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ونقول رحلة منتخبنا الوطني بدأت بخطوة، من خمس خطوات، قطعنا الأولى بنجاح، وأمامنا أربع خطوات أخرى، نحو التتويج والحلم بمعانقة الكأس الآسيوي في نسختها السابعة عشرة التي نستضيفها بنجاح تنظيمي أبهر الجميع، وننتظر إسعادنا بمعانقة الكأس الغالية بجدارة، بعد أن حققنا مراكزها التالية للأولى في مسيرة مشاركاتنا، بدءاً من السابعة في الكويت عام 1980.
نعم قطعنا خمس الطريق، بتجاوزنا دور المجموعات، وتصدرنا بخمس نقاط، من فوز وحيد على الهند، وتعادلين مع البحرين وتايلاند، وبقيت الخطوات الأربع، بدءاً من دور الـ 16 «ثمن النهائي»، ثم ربع النهائي، ونصف النهائي، فلقاء التتويج في الأول من فبراير القادم.
كل اللقاءات القادمة لا تحتمل القسمة، حيث الخروج للمغلوب ولا تعويض فيها، مهما كان عطاؤه واستحواذه على الكرة، والفرص المتاحة، ما لم يعانق الشباك، وفرض سيطرته من الدقيقة الأولى، حتى صافرة النهاية، فالثاني مثل الأخير، ولا يضيف لرصيدنا إنجازاً يذكره التاريخ.
أنتم مطالبون اليوم بإثبات أحقيتكم، في انتزاع لقب البطولة المقامة على أرض إمارات التسامح، بالمشاركة الواسعة من منتخبات القارة للمرة الأولى، بعد زيادة عددها من 16 إلى 24، ومطالبون بتحقيقها بعد سنوات الاحتراف، واكتمال هذه الصرح الرياضية العملاقة، والعالمية المواصفات التي تجاري مثيلاتها في كبريات دول العالم، في احتضان البطولات، فقد استضفنا أحداثاً قارية وعالمية متعددة في مختلف الرياضات، وحققنا نجاحاً قل نظيره واليوم ننتظر أن بتجاوز نجاحنا التنظيمي بتحقيق الجانب الأهم بتحقيق البطولة المقامة بيننا، والمنافسة على البطولات الأخرى التي نشارك فيها، لأننا نملك جميع مقوماتها، ولا ينقصنا سوى الرغبة الصادقة في تحقيقها بالبذل والعطاء لتحقيق الحلم الآسيوي وغيره من البطولات القارية التي نستضيفها أو نشارك فيها إذا تسلحنا بالعزم والإرادة.
منتخبات كثيرة سطرت تاريخها في هذه البطولة، وأخرى تركت بصمة في أولى مشاركاتها، ونحن وجماهيرنا الوفية ننتظر إنجازاً يسعدنا ويحقق طموحنا بالتربع على قمة آسيا، كما تصدر دورينا دوريات القارة، وأثبتها «الزعيم» العيناوي في كاس العالم للأندية في نسخنها الأخيرة بوصافته العالمية.
ولكم من اليوم الكلمة الفصل في اللقاءات الأربعة المتبقية في الأدوار القادمة، ونحن على يقين بأنكم قادرون على صنع المجد لدولتنا في هذه البطولة القارية الكروية بعزيمتكم وإرادتكم ومؤازرة الجميع لكم.