على طريقة أفلام «بوليوود»، توقع الهند.. هي مباراة ليس إلا.. لا تدع ذاكرتك تختزل فقط تلك الصورة النمطية التي تحفظها عنها.. تذكر أيضاً أنك في تصفيات المجموعة الآسيوية الثامنة المؤهلة إلى كأس العالم 2002 في كوريا واليابان، منيت بهدف من الهند في بنجالور، يوم كان مدربنا الفرنسي هنري ميشيل، وعلى الرغم من أننا بعد هذه المباراة مباشرة، فزنا على بروناي 12- صفر، إلا أن هذه المباراة أحدثت ضجة وقتها.. ظللنا نتساءل: كيف نخسر من الهند، لكن التاريخ حين يتذكر لا ينسى.. بقيت مباراة خسرناها، وفي كرة القدم، كما تفوز.. تتعادل وتخسر.. يحدد ذلك كيف أنت في المباراة.. كيف تدافع عن أحلامك وقتها؟.
قلت هنا في زاوية سابقة إن المنتخب لم تعد لديه رفاهية التعادل ولا الخسارة قطعاً، ومباراة الهند اليوم، حاسمة وفاصلة، علينا أن نخوضها بما يليق بها وبالهند، التي تجاوزت تايلاند برباعية تعكس ما لديها، وتؤكد أن بإمكانها أن تكون منافساً لا يستهان به.. هي أيضاً لها أحلام مشروعة، تقف بها عند حدود عبور الدور الأول، وتلك الحدود، تقتضي منها أن تتجاوزنا إن استطاعت.
تفاءلنا قطعاً حين عرفنا مجموعتنا وأن معنا إضافة إلى البحرين، الهند وتايلاند، وأعددنا العدة لعبور سهل، لكن ما هكذا تكون البطولات الكبرى، وفي اجتماعات لاعبي «الأبيض» مع مدربهم زاكيروني، وبحضور أعضاء الجهازين الفني والإداري، وعدد من رجالات اتحاد الكرة، اعترف اللاعبون بأنهم قصروا أمام البحرين، وإذا كنا نلتمس لهم العذر في مباراة افتتاحية، فلا عذر اليوم أمام الهند، إن كنا نريد مواصلة الطريق.
أيضاً، لا عذر للجماهير، فهي شريك أصيل في المهمة، وما دامت تطالب اللاعبين بالفوز والمضي قدماً، عليها أن تحرس حلمها من البداية وحتى النهاية، وبقدر إقبالها وحضورها، بقدر ما يكون لديها الحق في أن تطلب، وأن تنتقد وأن تحلم.
المنتخب الهندي، ليس فيلماً خيالياً، وليس فريقاً عبثياً.. هو يدرك حقيقة مستواه، وإذا كنا شاهدناه أمام تايلاند وعرفنا ما له وما عليه، فقد شاهدنا أيضاً أمام البحرين، وعرف ما لنا وما علينا، وبالتالي فإن احترام الفريق الهندي، والتخلص من كل سلبيات المواجهة الأولى أمام البحرين، يمثلان السبيل الوحيد لعبور المواجهة، والدخول بقوة في حسابات التأهل.
«الأبيض» مكتمل الصفوف، والحماس الذي ظهر به في مرانه الأخير يعكس رغبته في التعويض، وإذا كانت البطولة أبدت ميلها للمفاجآت، فلنكن نحن المفاجأة.. من اليوم وحتى النهاية.

** كلمة أخيرة:
ليس مهماً من تواجه.. الأهم أن تواجه نفسك وتقودها إلى حيث تريد.