ماذا استفاد الاتحاد الآسيوي حين باع حقوقه لشبكة قنوات واحدة وتجاهل بقية القنوات في منطقة الشرق الأوسط، وماذا جنى من أن تكون هذه القناة الوحيدة التي تنقل أكبر أحداثها تاركة بقية القنوات مجرد ضيوف شرف في البطولة، مؤتمرات صحفية يتابعها فقط مراسلو الصحف المكتوبة، بالإضافة إلى قناة واحدة وحليفتها في نفس الدولة، والبقية ممنوعون من الحضور، إذا كان الأمر يتعلق بالمادة فقد نجحت مساعي هذا الاتحاد تماماً، وكسبت وهذا يعبر عن سطحية هذا القرار في قارة مازالت تبحث عن شعبية لها في لعبة لا تعتبر أساسية في كثير من دولها، فهل يعقل 10 منتخبات عربية لا يوجد إعلام مرئي حقيقي يمثلها في مناطق مهمة من الملعب، وما هذه اللائحة الإعلامية التي لا توجد إلا في الاتحاد الآسيوي الذي لا يسمح لأي قناة بتغطية المؤتمرات الصحفية والمنطقة المختلطة في حين أن «الفيفا» سمح في كأس العالم لكل القنوات التي طلبت ذلك حتى لو لم تملك الحقوق!
والسؤال الأهم لماذا اعتبرنا هذا الاتحاد القاري منطقة واحدة، في حين باع حقوقه التلفزيونية لبقية المناطق الآسيوية بطريقة منفصلة، وكل دولة استحوذت على الحقوق على حدة من دون تداخل من قنوات خارجية!
عموماً، مهما نجحت البطولة فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً، تبقى التغطية التلفزيونية إحدى أهم العوامل التي تساهم في صنع النجاح لهذه الأحداث.. ولكن يبدو أن هناك اعتبارات خاصة لهذا الاتحاد أهم من أن تنجح بطولاتهم إعلامياً وجماهيرياً وشعبياً، ويبدو أن هذا بات واضحاً، ولا يحتاج لتفسير أكثر!
قد يقول أحدهم لماذا لم تتحرك قنوات المنطقة المتخصصة رياضياً لشراء الحقوق قبل أن تفوز بها القناة الناقلة؟ ولماذا رفضت الشراء حين عرضت عليهم ذلك؟ والإجابة عنها لا تحتاج لمزيد من التبرير، فالاتحاد الآسيوي حين قرر البيع عرض مبلغاً ضخماً وباشتراطات قد لا تتحملها الكثير من القنوات الرياضية الحكومية غير الخليجية، فإما أن تستحوذ على الحقوق، وتقوم بتوفير عربات النقل في أغلب المباريات حتى التي لا تعينك أو اخرج من السوق، وهو أشبه بتعجيز كي ينفروا من الدخول أو حتى التفكير في طلب الحقوق، وحين توصلت إحدى قنواتنا المحلية الرياضية لشبه اتفاق على شراء الحقوق وتوزيعها بعد ذلك على قنوات المنطقة تدخل اتحاد الإذاعات العربية asbu بحجة أنهم سيمارسون ضغوطاتهم على الاتحاد الآسيوي لتخفيض المبلغ المرصود، وأنهم سيقفلون الاتفاق المالي، وبسبب عدم جديتهم ورعونتهم قام الاتحاد القاري باقتناص الفرصة وبيع الحقوق لشبكة محتكرة حتى لو كان ذلك على حساب اللعبة وشعوب المنطقة فكلهم أقل أهمية حين يحضر «النوط الأخضر».!
واليوم شاهدوا كيف أصبحت التغطية وكيف وصلت إلى الشعوب العربية والخليجية وكيف ابتزت القناة إياها الجميع بإجبار من يريد متابعة الحدث أن يقوم بإضافة مبلغ آخر لمتابعة البطولة، فالاحتكار يولد الجشع والانتهازية وهذا ما حدث!
كلمة أخيرة
عند «الفلوس» تعمى العقول!