الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ضربة موجعة

ضربة موجعة
9 يناير 2019 00:02

بالطبع توجع الرأس، خسارة منتخب اليمن بالخماسية أمام إيران، ويصيبنا بالإحباط السقوط بتلك الصورة التي تؤشر على وجود كثير من الرعونة، برغم ما كنا نعلمه علم اليقين من فوارق موجودة بين المنتخبين على الصعد كافة، الفنية والتكتيكية والنفسية منها، وأكثر ما يستفزني شخصياً في مشهد الانكسار لمنتخب اليمن في أول المشوار، هو أن منتخب اليمن تجرأ على المباراة، فطلب ما لا تتيحه ولا تسعفه به مقدراته الفنية الفردية والجماعية، وسمح لنفسه بأن يجاري منتخب إيران، في منظومة لعب قائمة على مقومات ومرتكزات كان المنتخب اليمني الشقيق فاقداً لها بالمرة.
في كرة القدم، هناك قول شائع بين المدربين، ما معناه، اعرف شأن وقدر وممكنات فريقك، وتصرف على ذلك الأساس، ومرتكز المقولة، هو أن أي مدرب، إن فكر في المزايدة على ممكنات فريقه التكتيكية على وجه الخصوص، يكون كمن رمى بفريقه إلى غيابات الجب، إلى بئر لا قرار لها، أو بتعبير بسيط رمى به إلى التهلكة.
هذا بالفعل ما حدث مع السلوفاكي جان كوسيان، مدرب المنتخب اليمني، فعندما أبصرت في العشر دقائق الأولى، أنه يوجه لاعبيه بفتح اللعب ومقارعة لاعبي المنتخب الإيراني، بنفس أسلحتهم التكتيكية، قلت مع نفسي، إن مدرب اليمن، إما أنه يملك ذخائر على المستوى البدني لا نعرف لها قدراً ولا حجماً، وبها سيرهب المنتخب الإيراني، وإما أنه يركب بحراً متلاطم الأمواج، وهو أصلاً لا يجيد فنون العوم.
ولأنني وإياكم، أعرف من أي فضاء تنافسي، جاء هذا المنتخب اليمني، فضاء مخنوق بسبب ما تعيشه الكرة اليمنية من عطالة إجبارية، وبأي طريقة حضر نفسه للمونديال الآسيوي، فإنني أسميت الخيار التكتيكي لمدرب اليمن، بالشروع في الانتحار، وقد وقفنا جميعاً على قوة الدمار الذي أصاب المنتخب اليمني، إذ مع انقضاء 25 دقيقة الأولى من زمن المباراة، كان اليمني متخلفاً بثلاثية نظيفة، وهو ما أعطى الانطباع لمنتخب إيران ولمدربه كيروش، على أن المباراة أصبحت أشبه بالحصة التدريبية. 
مؤكد أن اللعب على المقدرات الحقيقية للاعبي اليمن البدنية والتكتيكية، أمام منافس من طراز إيران، أحد أفضل منتخبات آسيا، كان يفرض اللعب بشكل متأخر وبحراسة المنطقة وبتفادي الالتحامات على مستوى وسط الملعب، وهو أمر في العادة غير سهل على الإطلاق، إلا أن هذا الخيار التكتيكي كان أسلم من الخيار الذي فرضه مدرب منتخب اليمن، خيار العراك التكتيكي المفتوح بقدرات متفاوتة لتكون النتيجة النهائية خسارة موجعة، هي أسوأ ما في البدايات.
ذاك درس أرجو أن يكون مدرب اليمن قد تعلمه، والقادم سيكون بالطبع محفزاً على تحقيق الأفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©