عدد اليوم
أمين الدوبلي (أبوظبي)
بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، افتتحت أمس النسخة الـ17 لبطولة كأس أمم آسيا «الإمارات 2019» باستاد مدينة زايد الرياضية، وسط حضور جماهيري كبير، وذلك في مراسم أنيقة مبسطة، حيث انتشرت فرق العارضين في الملعب الذي تمت تغطية أرضيته، وانطلقت استعراضات وأغاني العيالة في تمام الساعة السابعة والنصف، بترديد الأغاني التراثية، التي تفاعلت معها الجماهير لبضع دقائق، ثم ظهر المطربون الثلاثة لأوبريت «زانها زايد»، حسين الجسمي وعيضة المنهالي وبلقيس على حدود الملعب من منطقة الوسط التي يدخل منها اللاعبون، وقفوا في انتظار لحظة بدء الأوبريت الذي ألفه عارف الخاجة، ولحنه خالد ناصر، ووزعه موسيقياً وليد فايد وشارك في رسم لوحاته 600 عارض.
وبدأ العد التنازلي من الرقم عشرة حتى وصل إلى الرقم صفر، وهنا انطلقت باقي الفرق تجري إلى الملعب تصاحبها تشكيلات رائعة من الألعاب النارية وأضواء الليزر، فأصبحت فرق الملعب تضم ما يجسد الثقافة الغربية، وبعضها ما يجسد الشرقية، والبعض الآخر يجسد الثقافات الآسيوية للتأكيد على أن الإمارات تضم العالم تحت جناحيها، وتقدم نموذجاً استثنائياً للتعايش السلمي لكل الجنسيات، التي تقيم على أرضها وتنعم بأمنها وودها وسلامها، وتناغمت كلمات الأغاني مع التشكيلات واللوحات المبهرة في الميدان.
وظهر الطفل الموهبة الملقب بـ«ميسي الإمارات»، وقام بتوجيه رسالة ترحيب بكل الضيوف من مختلف الوفود على أرض الإمارات بلد السلام والأحلام والتسامح، ثم صدحت الموسيقى إيذاناً بانطلاق الأغنية مع تشكل اللوحة الثانية من لوحات الأوبريت، من أداء المطربين الثلاثة حسين الجسمي وبلقيس وعيضة المنهالي، والتي صاحبتها نزول أعلام الدول المشاركة إلى الملعب، كل علم على شكل طائرة، فكانت الإمارات قبلة الجميع في آسيا والحضن الدافئ أيضاً لكل دول القارة.
تضمنت كلمات الأغاني معاني التسامح والسلام والمودة والوئام، كما تضمنت قيم دولة الإمارات في الترحيب بالضيوف، والكرم والوفاء وإغاثة الملهوف، وهنا كان التفاعل الجماهيري على درجة عالية مع الكلمات والعروض واللوحات والأصوات والموسيقى، وكانت الجماهير تردد الأغاني مع المطربين حيها يا حي حيها الحيا، حيها تحيا وتحلا بالحيا، حالها حالي ولا هالله حيا، يا حيها يا حيها إماراتي الحبيبة، سلسبيل يسير ويسري سرها، وإن سها يسهي سهير سرها، لا سهيت ولا نسيت ولا نسا سري المدسوس مع سرها.
أما اللوحة الثالثة والأخيرة فبدأت بتوجه المطربين إلى مجسم كأس آسيا في وسط الملعب مرددين أغنية، زانها زايد وزينها وزاد، وزانها المزدان بالزينات وزاد، فانفجرت صيحات الجماهير مع المطربين الثلاثة يرددونها بصوت واحد، فيقولوا: زايد الزاكي العزيز المزدهي، بالمعزة لي غدا بالعز زاد.. الإمارات ورود ووجود وخلود.. الإمارات سلام ووئام وغرام.. الإمارات سماء وضياء وغناء.. الإمارات رحيق وصديق ورفيق.
وردد المطربون الأبيات الجديدة في الأوبريت، والتي تجسد عطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقالت الأبيات الجديدة:
يا خليفتنا خلف خير السلايف..
لا عليك خلاف لا مثلك خليفة
أنت صفحة ناصعة بين الصحايف..
لا شرا صفحتك في الدنيا صحيفة
عاش بو راشد وبو خالد وعاش..
الوطن والشعب والمجد الفريد
زانها زايد وزين كل جاش..
من ولادتنا إلى يوم الشهيد
وانتهت الأغنية والأوبريت المدهش بالألعاب النارية وأضواء الليزر وصيحات الجماهير وتصفيق المنصة التي تواجد بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة، في حضور جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعدد من كبار الشخصيات وأقطاب صناعة كرة القدم في العالم وآسيا. وتضمنت مراسم الافتتاح دخول قمصان الفرق المشاركة، ثم نزول منتخب البحرين إلى أرض الملعب، وبعده منتخبنا الوطني، وعزف السلام الوطني للإمارات والبحرين.
«أصحاب الهمم» في صدارة المشهد
في كل المناسبات والأحداث الكبيرة للوطن، والأحداث الرياضية والكروية للمنتخبات والأندية، يظهر «أصحاب الهمم» في صدر المشهد، مؤازرين، ومثلما تحتفظ الذاكرة القريبة جداً بمساندتهم لـ «لزعيم» في مونديال الأندية، جددوا المشهد نفسه وهم يلوحون بعلم الدولة في المقاعد المخصصة لهم في مواجهة المقصورة الرئيسية لاستاد مدينة زايد الرياضية أمس، متفاعلين مع الافتتاح الذي أدهش ضيوف الدولة وأبهرهم، لترسم مع كل أطياف المجتمع وفئاته مشهداً ليس بالجديد في مثل هذه المناسبات.
