الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بطولة بنكهة الاختلاف

بطولة بنكهة الاختلاف
6 يناير 2019 00:12

ينظر إلى كأس آسيا هذه، على أنها مختلفة، وعلى قدر من الاستثنائية، تمنحها أبوظبي متعة إضافية في هذا الاختلاف «الإيجابي جداً».. بالزخم التنظيمي والإعلامي.. والخبرات المتراكمة.. والحضور الجماهيري، ومظلة الأمان والاستقرار.
فيها ارتفع عدد الفرق ليبلغ 24 منتخباً، بما أعطى فرصة لفرق أخرى، أن تصل إلى معايشة الحدث مع الكبار، وليس عبر الفرجة «التلفازية».. وأيضاً ارتفع مستوى بلدان كانت خارج الحسابات الكروية تماماً..
لكن من يدري أي مفاجآت قد تحدث؟! فمتعة الكرة في مفاجآتها، في ذلك الانقلاب الذي قد يحدثه فريق محسوب وراق، على أنه خاسر قبل أن تبدأ المباراة، فإذا به يقلب الطاولة على المحللين وأصحاب التوقعات، ويقول إن حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر، وأن كرة القدم ماكرة وخادعة، وإلا ما صنعت على هذا الشكل، وإلا ما تركت للعب عبر الركل بالحذاء لو أنها كانت وفية لمن يثق بها.
متعة كرة القدم تكمن أيضاً في ذلك التفجير العقلي الذي يتبع مباراة ليس بالضرورة خضوعها للحسابات العقلية، ويأتي التساؤل إثر التساؤل: لماذا حدث ما حدث؟ وكيف حدث؟ ومن المسؤول؟!.. وغالباً يأتي القرار: أقيلوا المدرب!
هذه اللعبة مكون كيميائي غريب، يتلاقى فيه العقل مع الجسد، ومع ذلك لا يخلو الأمر من حاجة كبيرة للحظ، وربما الحكم!
هناك من جاء ليكون البطل، فلا يقنعه أقل من ذلك.. وهم كبار آسيا المعروفين.
وهناك من جاء ليحصد فوزاً على الأقل، يحسب له، أما إذا صعد للمرحلة التالية، فهذا إنجاز يستحق البهجة، ورفع أعلام الوطن عالياً.. وكم في آسيا من شعوب تحتاج إلى طاقة فرح لتنسى أوجاع الحروب وخيبات السياسة.
ولقاءات اليوم على قدر من التكافؤ، فلا يمكن الجزم بأي فريق مؤكد له النصر، فالمواجهات الثلاث قابلة لكافة الاحتمالات، فالعملاق الأسترالي ليس مخيفاً لـ «النشامى»، وهم بطموح تحقيق إنجاز أردني جربوا الاقتراب منه كثيراً، لكنهم لم يحصدوا الذهب، وذاكرة التاريخ أنها تحفظ اسم من يكون الأول، ولا تتذكر الثاني ومن بعده، ولا تتذكر كيف فاز من فاز، أما المواجهة العربية الأخرى فعلى قدر من البحث عن محطة فرح رغم أنف ما يحدث، وفي لقاء ننظر إليه نحن العرب على أنه هامشي، ولا يعنينا كثيراً يلتقي الهندي بالتايلاندي، وأحسب أن الهند ستنتصر، لأنها بلد ينمو، مدفوع بقوة بشرية هائلة، ولعلها تخرج قليلاً من عباءة الكريكت والهوكي لتقول أنا حاضرة في كرة القدم!

 محمد بن سيف الرحبي

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©