كل الاستثناءات تليق بالإمارات، وهي قادرة على أن تضيف لأي حدث، أكثر مما فكر فيه منظموه ومن خططوا له.. اليوم آسيا كلها هنا، وعيون القارة الصفراء كلها تتجه إلى هنا.. اليوم تنطلق بطولة كأس الأمم الآسيوية، لتكتب تاريخاً جديداً وتضيف إرثاً جديداً على أرض زايد.. زايد الخير والعطاء.. زايد الذي كان عنواناً لعام، ويزدان به كل عام.
حين تطأ البطولة بلداً ما، نستهلها برؤية بلد نحل ضيوفاً عليه، لكن كيف الحال وهي في بلدي.. بلدي التي أعرفها، والتي أدرك أن الجميع الآن يعرفونها.. يعرفونها واحة للأمن والمحبة، ووجهة لكل الفعاليات والبطولات الباحثة عن ميلاد جديد على أرضها.. لعل السبب هو أننا نحب ما نفعل ونفعل ما نحب، فنقدم للعالم دوماً ما يظل خالداً في ذاكرة الأيام.
للمرة الأولى، يشارك في البطولة 24 منتخباً، يتبارون في أربع مدن، أبوظبي.. درة التاج.. جزيرة الأحلام، ساكنة الخليج، الحلم الذي يبدأ من منتهى الأحلام، وفيها أروع ما ترى العين مدينة العين، وفي دبي مدينة النور ودانة الدنيا، سفيرة العرب إلى العالم، ووجهة العالم في أرض العرب، والشارقة، عاصمة الثقافة.. أرض الاستثناء، وجامع البراء.
واليوم، يستهل منتخبنا حلمه «الأبيض» الذي أجزم ومعي كثيرون، قياساً بالمستويات التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية، أنه تأخر كثيراً.. حلم أن يتربع على العرش، الذي كان قريباً منه جداً في 1996 عندما حل وصيفاً بعد الخسارة بضربات الترجيح أمام الشقيق السعودي في المباراة النهائية، وكان قريباً منه أيضاً في البطولة الماضية بأستراليا، والتي جاء فيها ثالثاً، بعد فوزه على المنتخب العراقي.
«الأبيض» يواجه البحرين الليلة في ضربة البداية، لكن الأهم من المباراة، أن نكون جميعاً هناك في استاد مدينة زايد الرياضية.. أن نزف بطولتنا إلى حيث لم تسبقها بطولة أخرى.. كلنا على يقين - والعالم معنا- أن أي بطولة على أرض الإمارات لا مجال للتشكيك في روعتها وفي تسخير كل إمكانيات النجاح لها.. تبقى فقط الجماهير محل تساؤل يقترب أحياناً من دائرة الشك، وفي بطولة كبيرة كتلك، يبدو أنه على الجمهور أن يدرك أن دوره أكبر وأعمق من مؤازرة منتخب بلاده.. عليه أيضاً أن يساند عمل بلاده.
لن نكون عبئاً على «الأبيض» في مشواره الآسيوي، ولا في مستهل المهمة أمام «الأحمر»، فالمنتخب يعلم قبلنا ماذا نريد، لأن ذلك هو ما يريده، والمجموعة التي يلعب فيها مع تايلاند والهند أيضاً، تبدو حافزاً للأمنيات.. وأحياناً تكون البدايات عنواناً للنهايات.

كلمة أخيرة
حين تدرك أنك أنت الوطن.. ستعلم أن دورك أكبر بكثير من أن تتفرج.