الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد يضع باقة ورد أمام كل بيت في الإمارات

محمد بن راشد يضع باقة ورد أمام كل بيت في الإمارات
1 يناير 2019 02:57

محمد عبدالسميع (الشارقة)

إنّ الكلمة المميزة فاتحة في تاريخ لا يغلق أبداً.. لولا تلك الكلمة لأظلمت الأرض، فالشمس تسطع لكي تروي معنى الكلمات بخلاصاتها الجميلة والمدونة عبر كل العصور.
على أنغام موسيقاه المتدفّقة بدفقات عام جديد، يعمّ فيه الخير، ويتجدد فيه الولاء والانتماء، يبدع صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبياته التي تعانق كلّ إماراتيٍّ في دولة يتمتّع رئيسها بالاحترام الوفير، مثلما ترفع التهاني العظام لصاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث البهجة والسرور، وحيث تمضي الهمم التي لا تعرف الانهزام، فهو منارة تشقّ كلّ دياجير الظلام.

والقصيدة تشفّ عن محبّة صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد للجميع، وشغفه بالفرح والهناء الذي يتوزّع في ظلّ الدّولة على كلّ من فيها، وهو ما يؤكّد عناية الدولة بأبنائها بكلّ شرائحهم الاجتماعيّة وأعمارهم، لتظل الراية تخفق في الأعالي، ويظلّ البناء يتجدد، وتظل العزيمة حاضرةً على الدّوام، ولذلك فقد جاء تتابع الأفعال «نبني، نجدد، نعلّي، نستثير» دالاً على هذه الهمّة العالية، فكلّ فعل من هذه الأفعال يخلق جوّه وعالمه الخاص به، حتى أنّ صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد لم يستخدم هنا أدوات العطف كالواو، وذلك لأنّ البيان الشعريّ ربّما تثقله أو تؤجّل تأثيره هذه الأدوات، وهو ما يزيد من تعزيز حالات الفعل الوطني: البناء، وهو المراكمة على السابق والإضافة إليه، والتجديد، وهو الإيمان بالحداثة وعصريّة البناء، ومواكبة كلّ مراحل التطوّر والرّقي والعمران، والإعلاء، وهو زيادة سَمت البناء الحضاريّ المادّي والمعنويّ في نفوس الأبناء، بل هو حفز الهمم المجتمعيّة والشبابيّة وطاقات الموظّفين والعاملين نحو الثقة بهذا البناء، فيظلّ حاضراً لديهم يستثيرهم، كما جاء في مرحلة استثارة العمل الوطني وتأجيجه، ولا شكّ أنّ هذه الأفعال الأربعة إنّما تلخّص حال الدّولة المعاصرة القويّة التي لا تستكين، فطبعها الإباء والترفّع والرفعة والأصالة والمجد.


إنّ وقفةً عند قول صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد «طبعنا ما نطالع اليوم القصير»، إنّما هو بمثابة بيان شعري عن طبع الدّولة وعادتها في بحثها عن التحدّيات بغية مواجهتها والتغلّب عليها وإعطاء أكبر المثل في جديّة الإنجاز ومتابعة الصعب، حتى تذليله، وبذلك، فإنّ «اليوم القصير» ليس محسوباً من عمر الدّولة القويّة المتمكّنة صاحبة الخبرة والمهارة على مستوى المنطقة والعالم، ذلك أنّ الكبير تظهر قوّته حين يغالب الكبار من الأمور والجسام من الخطوب، وهو ما توفّر لدولة الإمارات طيلة عمرها المديد الذي يكبر فيه الإنجاز، وتتعاظم خلاله الرغبة بالبناء والعطاء نحو عالم الكمال، فتستمر المسيرة ويستمر الجهد عند رأس كلّ عام تحتفل به بكونها الدولة النموذج والقدوة والمثال.
إنّ رئيس الدّولة، بكلّ مكانته وقدره الكبير، يتواصل احترامه وتقديره، وتُزفّ التهاني وباقات الفرح والمودّة والعرفان إلى صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد، فبه تنير الدّنيا -كنايةً عن عدله وجوده وحسن إدارته وقيادته- مثلما يعيش الوطن ببهجته بهجاتٍ متزايدةً كلّ عام، فهو أساس السرور والسعادة، وهو الباعث على العطاء، وفي تعبير «الهمم نرفع» ما يحمل معنى أنّ الهمّة تتزايد، وإن شئناها ترفع كالرايات فهي كذلك، وهو ذكاءٌ في قصيدة مناسباتيّة لا بدّ وأن تشتمل على لقطات صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد اللافتة، التي نطالع مثلها في قوله «ما نخاف وما نعرف الانهزام»، وذلك يعني بوضوح أنّ الانهزام كمفردة هي غير موجودة أصلاً في قاموس الدّولة أو في فكر قيادتها وأبنائها، إذ هي مفردة ليست معروفةً أو مألوفةً أو مُستساغة، وذلك هو الوجه المقابل لقوّة الدولة وجرأتها وعلوّ شأنها، فهي تقنية إبداعيّة أن تتبادل النقائض أمكنتها في الشعر، فنعرف قوّة الدولة هنا من خلال عدم معرفتها بمفردة الخوف الذي لم تعتده منذ أصولها الراسخة إلى اليوم وفي قادم عمرها القويّ الواثق بحمد الله.
إنّ القصيدة التي هي هدية مباركة لسنة مباركة من عمر الدولة، واستهلال واثق في البناء والعطاء، ليمثّل كلّ بيتٍ فيها باقاتٍ من الورود تطوف على كلّ بيت ومكان في الإمارات، لتحمل عبير النصر والعزّ والمنعة والسؤدد، لكنّ هذا الورد، أيضاً، سرعان ما يتحوّل إلى شوك يدمي أعداء الوطن، ويجعلهم يتهيّبون فيتقهقرون إذا ما حاولوا أن يشقّوا الصفّ الواحد والألفة التي تمتاز بها الدولة، وهذا هو ديدن الإمارات: دولة وارفة الظلال حصينة البنيان أعزّها الله وحمى كلّ منجزها الوطني والقوميّ والإنسانيّ بهمّة أبنائها المخلصين وهيبة قادتها العظام طيلة مسيرتها المباركة الأبيّة: يدٌ تزرع الورد، ويدٌ تصدّ العادي وتدفع باتجاه المزيد من الدّافعيّة والعنفوان والمجد والإنجاز.

اقرأ أيضاً... كتاب وشعراء الإمارات لـ "الاتحاد": قصيدة محمد بن راشد تجسد حب الوطن في أبهى صوره

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©