- قد يكون هذا الأسبوع هو العلامة الفارقة لهذا الوباء الذي اجتاح المعمورة، وقد يرتفع مؤشر الزيادة في الإصابات والوفيات في مناطق متعددة من العالم، لكنه قد ينبئ بانقشاع تدريجي لتستقر الحالة على معدل طبيعي قبل إحكام السيطرة عليه، أو على الأقل معرفة كيفية التعامل معه بطريقة أكثر تطوراً وفاعلية ونجاعة.
- الإمارات المحروسة، الإمارات الوفية لكل الأشقاء والأصدقاء، إمارات الإنسانية، الكل فيها سواسية أمام هذا الوباء، والكل يحظى بالرعاية والطبابة، والكل متوافر له الغذاء والدواء، نحن الساكنين والقاطنين على هذه الأرض شركاءُ في البأساء والضراء والنعماء، فقد قالها رجل نبيل، وقائد أصيل: «لا تشلّون همّ».. علينا الكثير، وعليكم القليل، فقط نريد منكم الالتزام والصبر، والتعاون من أجل سلامة الجميع، لأن الجميع مثل الفرد، والفرد مثل الجميع في الإمارات، وبالتعاضد والمقاومة سننتصر.
- هناك أناس يزرعون الخوف في النفوس لرعب يعيش في دواخلهم، ولا يطيقونه، فيرسلونه للآخرين ليحملوا ويتحملوا شيئاً منه عنهم، هؤلاء الناس لا يساعدون أنفسهم، ولا يجعلون الآخرين مطمئنين، هم المبالغون لدرجة الهوس والوسوسة، وهم الذين لا يأخذون الأمر من باب الحيطة والحذر، وتجنب الأسوأ، والاعتدال، هم المتطرفون الجدد بالنسبة لهذا الوباء، يضخمون الأمور، ويشكون في كل شيء، ويتجنبون، ويتباعدون بكل الوسائل لدرجة القطيعة، والبعض منهم لو تمهلهم فترة شهر، لكانوا بنوا سوراً ثانياً لمنازلهم، وبعضهم طردوا العمال والسائقين والخدم من أول خطوة، ناسين الخطوات الاحترازية الأولى، الإرشاد، التباعد، الاجتناب، العزل.. القصد أنه يجب ونحن في هذه الظروف ألا نتخلى عن إنسانيتنا، ونتعامل مع الأمور بحكمة عقولنا.
- في هذا الوقت الحرج لو كان هناك ألف جهاز حكومي وأهلي يعمل بروح الفريق ليجنب الناس مشكلات أكثر، ويخرج بهم بأقل الخسائر، ويرشدهم إلى الخطوات العملية لتخطي هذه المرحلة، وينبههم إلى طريقة الوصول للمعلومة الرسمية والموثوقة، ويدلهم على أسهل الطرق لإنجاز معاملاتهم وهم في بيوتهم، لكن يظهر فرد واحد من أرباب «السوشيال ميديا» بما يقدم عليه من تلفيق معلومة، أو مونتاج فيلم أو نقل صورة من أميركا اللاتينية على أنها من الإمارات، أو يبث معلومة غير مؤكدة، لكنها مثيرة، فستجد الناس تركت ما كان يقدمه ذاك الفريق بروح جماعية، وذهبت لتتابع ذاك الجاهل الذي في عمرهم أو تلك «الأيقونة» التي يحبونها كلهم، أو ذلك الأفّاق الذي قد يبيع لهم الوهم، ويسلكهم في مهالك الردى.