من لا يكشف عن نفسه لا يعرف الحب، ومن لا يعرف الحب يعيش تعيساً أبد الدهر.
الإمارات كشفت عن نفسها، ورفعت عن شرشف الحياة، وأعلنت عن نفسها أنها دولة محبة، وذلك من خلال هبة القيادة، ووعيها ويقظتها بالوقوف بصرامة في مواجهة الداء الوباء الذي ضرب العالم في مفصل الخطر.
لقد استطاعت القيادة أن ترسم صورة الفرح في قلوب الناس، رغم الظلام الحالك الذي غشى الطبيعة جراء الفيروس اللعين وتمكنت قيادتنا أن تقول للناس أجمعين «لا تحملوا الهم»، فنحن هنا، نحن حاضرون بكل إمكاناتنا من أجل راحتكم وأمانكم وطمأنتكم وحاضركم ومستقبلكم، ومن أجل أن يبقى الجميع في منأى من الخوف والفزع، وما دامت القلوب الرحيمة والعقول الحكيمة موجودة فلا فزع ولا هلع، وما هي إلا شدة وسوف تزول، وقد شهد العالم قبلها شدائد ومحناً، ولكن بعزيمة المخلصين ذهبت تلك الملمات أدراج الرياح، واستمرت الحضارة الإنسانية تنعم بالخير والرفاهية.
هذه هي نظرية القيادة في بلادنا، وهذه هي سجيتها وقريحتها، وهذه بلاغتها ونبوغها في التعامل مع الأحداث الجسام، فالوطن الاستثنائي لا يخضع للخوف ولا يركن لليأس، بل إن من خلال الأحداث العظيمة والمستجدات الأليمة تتفتح أزاهير القدرات الكامنة، وتنهض الملكات، لكي تبدي ما لديها من قدرات فائقة لتدهش العالم وتفرحه وتخبره بأن هناك على أرض البسيطة بشراً يستلهمون من الأخطار وعيهم بالمجابهة والجدية والصدق والإخلاص والعمل على مواجهة ما يحدث من أخطار بإرادة أكثر صلابة وعزيمة أكثر قوة.
فنحن اليوم وبرغم ما أصاب العالم من مشاعر عصيبة نعيش حياتنا الطبيعية مع شيء من الحذر والحيطة ولم يداهمنا الخوف أبداً لأننا نسير على أرض صلبة، ونعيش ضمن أجواء ثقافية علمتنا كيف نقف أمام الأخطار بقلوب واثقة ملتزمة بأسباب الوقاية ومن دون وجل أو رعشة، أو رجفة.
نحن اليوم على يقين من أن هذه الأزمة العالمية، سوف نتجاوزها بأدوات أقوى وطاقات أنجع وحب للحياة يملؤنا شغف إلى المستقبل، ويسير بنا نحو الغد، ونحن محملين برسالة سامية، مفادها أن الأزمات دافع للاحتكام إلى القوة، والتآزر بالعقل النقي، لمزيد من الإنجازات، ومزيد من العطاء، ومزيد من البذل، لتبقى الإنسانية مشرقة دائماً بالأمل، زاهية بحب الحياة مزدهرة بالتضامن، مثمرة بالإيمان بوحدة الوجود، وقوة التواجد.
هكذا يغمرنا الفرح ونحن نستمع إلى الملهمين من قادتنا، وهم يسعون إلى إضاءة دروبنا بمصابيح الفرح دوماً.