الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العالم بعد كورونا

العالم بعد كورونا
31 مارس 2020 00:24

أرسل لي صديق فيديو للعازف الهولندي الشهير أندريه ريو في حفل قديم، ربما يعود للصيف الماضي، يحضره آلاف المشاهدين. ومع الطلقة الأولى للموسيقى انتشرت البهجة والسعادة والمرح في أرجاء المكان. وفي تلك اللحظة، كادت تفلت من عيني دمعة. فهذا هو العالم قبل فيروس كورونا.. عالم تعيش مدنه الكبرى الآن في صمت، وبشوارع خالية. وهي التي كانت تعج بالحياة والصخب والزحام.
عالم لم يكن يشغله سوى حفلاته ونموه واقتصاده وحروبه ومبارياته.. عالم ظل مشغولاً بقوته.. لكن هذا لايعني أبداً أن هذا العالم سيتخلى عن أحلامه وآماله، أو يترك مصادر بهجته وسعادته بعد الانتصار على هذا العدو الضئيل الخسيس، وإنما سنرى عالماً جديداً بقواعد جديدة، حتى في اللعب وفى كرة القدم.
من المؤكد أن أسعار اللاعبين ستتهاوى، ولايمكن أن نرى في المستقبل القريب لاعباً بمائة مليون يورو.. وبالمثل ستتراجع عقود الرعاية.. وعقود البث التلفزيوني. وحسبما قال جياني إنفانتينو: «حان الوقت للتفكير المعمق»، كما توقع أولي هونيس، رئيس بايرن ميونيخ الألماني السابق، مشاهدة «عالم كرة قدم جديد» بمجرد استئناف المسابقات.
مع ذلك، هناك شوق للعبة الشعبية الأولى التي أصاب ملاعبها الصمت.. فعندما بثت شبكة «إيه آر دي» الألمانية التلفزيونية، يوم السبت الماضي، مباراةً معادةً بين منتخبي ألمانيا وإيطاليا في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية، تابعها 1.83 مليون مشاهد.
أتذكر فيلماً أميركياً قديماً بعنوان: «اليوم التالي».. وموضوعه كيف يكون العالم في اليوم التالي لاندلاع حرب نووية.. كيف ستكون الدول؟ كيف ستكون الحياة ؟ كيف يعيش البشر؟.. وعلى الرغم من آثار الحرب المدمرة، فقد بدأ الإنسان في اليوم التالي يبني كل شيء، وانتصر على اليأس وعلى الخوف.
تلك هي معركة الإنسان اليوم، فكل الدول تركز على محاربة الفيروس بشتى الطرق والإجراءات، وهو هدف كل الأنشطة الإنسانية، بما فيها الرياضة التي توقفت تماماً.
سوف نهزم هذا الفيروس، بإذن الله. فالعالم كله يحاربه، ويسابق الزمن من أجل صناعة السلاح الذي يقتله، وسوف تتغير أشياء، ستنفق البشرية على الصحة أكثر. سيهتم الإنسان بحماية نفسه من عدو لا يراه، مثل اهتمامه بكل الأعداء الذين يراهم. أؤمن أن الله، سبحانه وتعالى، وضع البشرية في تلك المحنة درءاً لأخطار أكبر. هي رسالة من السماء أن يتعظ أهل هذا الكوكب، وأن يتحدوا في مواجهة أخطار لايعرفونها، ولم يعرفوها من قبل أبداً..!
حفظ الله شعوبنا وأهلنا، وحفظ العالم والإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©