الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أن تُحبّ وطنك

أن تُحبّ وطنك
30 مارس 2020 02:01

هذه هي الأوقات التي يتجلى فيها حب الوطن، وتظهر كل علاماته الصحية التي نعرف، من التزام، واستماع للتوجيهات، وتنفيذ لكل ما يصلنا من أوامر، لأنها في نهاية الأمر وسيلة لإيصال معلومة يجب تنفيذها كما جاءت، في وطني كلّ شيء يُحبنا، بدءاً من قيادة مباركة حفظها الله تعالى ورعاها، تؤمن بالإنسان قيمة ومعنى، ومن أجله تبذل الجهود وتسخّر الإمكانات، فقط كي ينعم بالأمان والهدوء والاستقرار.
في وطني ملحمة بناء، ورش عمل لا تهدأ بدءاً من الحكومة وليس انتهاء بالمؤسسات والهيئات، هناك إيمان عميق بأهمية الالتزام والتعاضد في هذا الوقت الحرج، الذي يمر فيه العالم كله بالقلق إزاء التصدي لفايروس كورونا، ونحمد الله تعالى أن وطننا من أوائل الدول التي سبقت في الاهتمام والرعاية، واتخاذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة في هذا الوقت الخطر.
أن تحب وطنك يعني أن يتملكك هواهُ، وأن تنبري لحمايته سلوكاً وأخلاقاً وعملاً، وما شهدناه من تكاتف والتزام عند الجميع تقريباً، بعدم الخروج من المنازل أثناء حملة التعقيم الوطنية، يؤكد أن حب الإمارات كلّ لا يتجزأ عند الجميع، وأن الإيمان بأننا بيت واحد متوحد، وأننا ومن يقيمون بيننا في سفينة واحدة هو السبيل إلى تجاوز هذه الأزمة، وتخطي مرحلة الخطر بتوفيق وتأييد من الله عز وجل.
إن الأبناء المخلصين هم الذين يحرصون على أسرهم، ويتعاونون لحمايتها، ويصبرون ويصابرون في وقت الشدة والأزمات، وما من أزمة تتطلب مثل هذا الوعي مثل أزمة كورونا التي أقضّت المضاجع، وأقلقت كل جفنٍ هاجع، وغيّرت المسارات، وأوقفت الكثير من المشروعات، مثل هذا الوقت بشدته وحدته، يتطلب من كل فردٍ منّا حماية نفسه وأسرته ومجتمعه وصولاً إلى حماية وطنه، وهذا ما يجب أن نفعله جميعاً.
إن في وطننا جنوداً مجهولين يسهرون على رعاية المرضى، ويتعرضون للمخاطر الشديدة هم خط الدفاع الأول بعد عناية الله تعالى، جنود في المستشفيات، وجنود في الشوارع والميادين، ووراء أجهزة الحاسوب في البيوت ورش عمل عن بُعد لا تهدأ، كل أولئك بتفانيهم وإخلاصهم يحبون الوطن، ولا يبخلون بحياتهم وأوقاتهم وصحتهم، من أجل صون حياة الإنسان واحترامها، لهم في قيادتهم وحكومتهم أسوة حسنة، وقدوة سيتحدث عنها التاريخ.
نحب الإمارات نعم، ونتعاهد على أن نتضرع لله تعالى في كل وقت، بأن يرفع هذا الوباء، وأن يُنزل من عنده الدواء، فهو جندٌ من جنوده، ولا يُعجز الله تعالى شيء في الأرض ولا في السماء، نحب الإمارات ومن أجلها نحنُ يدٌ واحدة، وقلب مؤمن يوحّد الدعاء، بأن يحفظنا الله تعالى والعالم أجمعين من هذا الخطر الداهم المسمى «كوفيد 19».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©