تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية التبرعات والإسهامات القيمة لعدد من التجار والأعيان والشركات والمؤسسات الخاصة لصالح برنامج «كلنا للخير» الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية «معا» في أبوظبي و«صندوق الإمارات وطن الإنسانية» بما يدعم استراتيجية الدولة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وحتى قبل تبلور وظهور هذه الأشكال والقنوات الرسمية لاستقبال المبادرات والمساهمات تابعنا تسابق المواطنين والمقيمين لتقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة والمشاركة لجهود الدولة في هذا المجال لتحصين المجتمع والتخفيف من تداعيات الظروف التي تمر بها البلاد وتأثرها كما غيرها من بلدان العالم في أعقاب تفشي وانتشار الوباء بمختلف مناطق العالم من شرقه لغربه ومن جنوبه لشماله، وحيث تتفاوت درجات التأثر والتأثير وبحسب الانتشار.
المساهمات المجتمعية المقدمة والتي ننتظر مشاركة المزيد فيها تعد صورة لرد بعض من الجميل والدين الكبير الذي يطوق أعناقنا تجاه هذا الوطن العظيم الذي يجمعنا، إمارات العطاء والوفاء، بلاد «زايد الخير»، وفي ظرف دقيق يتطلب تضافر جهود الجميع لتجاوز التحدي الكبير الذي يواجه البشرية.
المساهمات المجتمعية فرصة أظهرت المعدن الأصيل لأبناء الإمارات ومن فيها وهم يقدمون، كل بحسب قدراته وإمكاناته، الدعم لما تقوم به الدولة، وبصورة يظهر معها التعاضد والتآزر الذي يميز مجتمع الإمارات، وما يتميز به من قيم عظيمة وغرس طيب للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان يحرص دائماً على نشر الخير وإدراك قيمة العطاء وتوظيف الثروة لإسعاد الناس والتخفيف من معاناتهم أينما كانوا من دون تمييز.
الإمارات تقدم اليوم وفي هذه الظروف غير العادية دروساً في كيفية التعاطي مع الطوارئ والأزمات بحكمة قيادتها، وتقدم دروسا في التلاحم الوطني والتعاضد الإنساني بما قدمه مواطنوها والمقيمون على أرضها من حرص على الالتزام بالتعليمات وتنفيذ الإجراءات الاحترازية والتدابير المتخذة، وكذلك بحرصها على مد يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء وتوفير احتياجاتهم من المواد والمعدات الضرورية لمواجهة وباء القرن، ترجمة لرؤية عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله، إن «التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار».
ومع كل الاعتزاز بالمساهمات المجتمعية المحلية التي يتسابق الجميع لتقديمها هنا وهناك، نتمنى تنسيق جهود الجهات المنسقة للمبادرات حتى تتحقق الاستفادة منها بالشكل الفعال والمطلوب، وحفظ الله الإمارات.