امتداداً لما تناولته زاوية أمس حول تسابق أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها للتعبير عن الفخر والاعتزاز والتقدير لأبطال خط دفاعنا الأول وهم يقومون بواجبهم الوطني والإنساني في هذه المعركة الدقيقة لمواجهة فيروس كورونا، كنا الليلة قبل الماضية أمام صور ومشاعر تهز الأبدان والسكان يطلّون من شرفات المنازل ينشدون النشيد الوطني لدولة الإمارات تعبيراً عن مشاعر الولاء والانتماء للوطن وقيادته والتضامن بين مكونات المجتمع الإماراتي، وذلك مع دخول برنامج التعقيم الوطني حيز التنفيذ في مختلف مدن ومناطق الدولة.
مظاهر ومشاعر عبرت عن عمق الامتنان والتقدير للقيادة الرشيدة وما اتخذته من قرارات وإجراءات على مختلف الصعد في هذا الظرف الحرج لمواجهة تداعيات تفشي الوباء، سواء الإجراءات والتدابير الوقائية الصحية، أو تلك المتعلقة بالحزم والمبادرات الاقتصادية للتخفيف عن المتأثرين بهذه الظروف الاستثنائية، وكذلك خطط وبرامج العمل والتعلم عن بعد.
مظاهر ومشاهد عبرت عن الالتزام التام بالتعليمات الصادرة لسلامتنا جميعاً.
وإذا كان البعض ينظر بحزن وحسرة للطرق الخالية والأسواق والمراكز التجارية المهجورة، فإننا ننظر إلى ذلك بكل إيجابية وتفاؤل لأنها تعبر عن وعي شعبنا وإحساسه العالي بالمسؤولية والتزامه التام بما تقرره قيادته لما فيه مصلحة الجميع، ولأنها إجراءات وتدبير مؤقتة لعبور وتجاوز هذا التحدي غير المسبوق الذي يواجه اليوم البشرية جمعاء.
لقد كانت تلك المشاهد ومظاهر التضامن والالتفاف والدعم للإجراءات والتدابير المتخذة والالتزام التام للبقاء في البيوت، تعبر في مجملها عن تفرد تجربة الإمارات في صياغة وتشكيل التلاحم الوطني والتضامن الإنساني الذي يميز المجتمع من مواطنين ومقيمين، وكلمة السر التي تجمعهم حب الإمارات والتفاني لأجل «البيت المتوحد» الذي يجتمع الكل تحت سقفه الكبير من دون تمييز ويتحدون داخله بكل قوة وتلاحم.
في أوقات الشدائد تظهر معادن الرجال، وقد كان شعب الإمارات دائماً على الوعد والعهد، لذلك كانت مشاهد هذا التلاحم الوطني ومتانة اللحمة الوطنية مستهدفة من الواهمين الذين صورت لهم أوهامهم المريضة ومخططاتهم الإجرامية أنهم قادرون على المساس بها أو النيل منها. وعند أسوار حصن بيتنا المتوحد تكسرت نصالهم وفشلت مخططاتهم لأننا بوحدتنا والتفافنا حول قيادتنا أقوى.
كل التحية والتقدير لفرق تنفيذ برنامج التعقيم الوطني، وكل الاعتزاز والدعم للإجراءات والتدابير المتخذة، فقد كانت فرصة للتعبير عن حبنا لبلادنا والامتنان لقيادتنا، و«خلك بالبيت»، وحفظ الله الإمارات من كل شر.