هي مظاهر طرأت على غالب الناس في مجتمعنا بسبب الكورونا، وهي ليست من أعراضها:
- ظهور شعيرات اللحية غير الحليقة منذ أسبوعين، تتقاسمها شعيرات بيضاء وسوداء نافرة، يبدو فيها الواحد مثل رسام بائس.
- اختلاف مشية الرجال في البيت، فبدلاً من تلك الخطوات المرحة المتباعدة والوثابة، أصبح الواحد يمشي مثل المقيد.
- تم استبدال السلام العيناوي بالسلام الياباني مع الحفاظ على وضعية العقال في مكانه الصحيح قدر الإمكان.
- ندرة صبغ شعر الرأس بحيث بدأت تظهر منابته البيضاء المختلطة بالسواد المزيف، فتتحسب الواحد لما يتبادى عليك، وكأنه شاهين.
- هناك كثير من العائلات أتوا برمضان والعيد مبكراً، وبدأوا يجرون عربات التسوق سعة طن وطن ونصف حتى تحولت بيوتهم لمستودعات فاقت مستودعات الهلال الأحمر.
- الرجال المعتادون على السفر، لا يشاهدون إلا قنوات «ديسكفري» و«ارتياد الآفاق» و«ترافلنج»، محاولين نسيان ماضيهم السعيد، مجبرين الاعتياد على وضعية برنامج «خليك في البيت».
- لبدة «الفاشينيستات» ودخولهن في البيات الشتوي، وتحولهن إلى أخصائيات في عوارض الكورونا وعلاجها والتشافي منها على طريقتهن بـ«حبة ونص».
- إفلاس الرجال من الأعذار والحجج، وخُلُو كنانتهم من آخر سهم فيها للهروب من البيت، حتى المسجد الطريق له مقفل.
- تأكيد دور المرأة ومكانتها كقائدة ومدبرة ولبؤة تحافظ على البيت، واكتفاء الأسد بتفقد عرينه الذي لم يكن يعرف تفاصيله، وبكثرة السؤال، والتدخل بطريقة خاطئة، وبدايات تعلم أشياء كثيرة فاتته حينما كان هائتاً، معتبراً البيت فندقاً للأكل والنوم.
- اختفاء أصدقاء الرجال الكثر أيام 2.19، ونسيانهم عبارة: «رايح عند فلان، راد من عند فلان»، اليوم الكل زابن في بيته، ولا أحد يسأل عن أحد.
- زيادة الحس الفكاهي في المجتمع، والتندر من المصيبة وتداعياتها، وهو جزء من المقاومة بالحيلة، لكي يتطهر الإنسان من سيل وتدفق الأخبار السيئة والمواضيع المنكوبة، ونشرات الموت والرماد.
- تحول البيوت إلى فصول مدرسية، واستبدال المعلمات بالأمهات، فإذا كانت المعلمات يُدرّسن عن بُعد، وبالإنابة، فإن الأمهات يُدرّسن ويعلمن عن قرب وبالأصالة.
- من مظاهر الكورونا في مجتمعنا أن الإنسان تحول إلى كائن صامت، ويتعامل مع الأشياء عن بُعد، لا يقدر يكح، ولا يجسر أن يعطس، ولا يروم يحك وجهه، ولا يسلم على أحد، ولا يجرؤ أن يشكو من شيء.