الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حسن المستكاوي يكتب: إلى لقاء طوكيو 2021!

حسن المستكاوي يكتب: إلى لقاء طوكيو 2021!
24 مارس 2020 00:07

أعلنت كندا انسحابها من دورة الألعاب الأولمبية بسبب فيروس كورونا، في الوقت نفسه الذي قال فيه شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، قبل 24 ساعة، إن الاتجاه هو تأجيل الدورة حتى عام 2021، بسبب الحرب العالمية الشرسة التي تخوضها البشرية ضد العدو الذي هاجم الكوكب كله، وأصاب كل الدول من الولايات المتحدة والهند إلى جوام ومونتسيرات.
تأجيل الدورة أو عدم إقامتها هو عين العقل، فالمعركة ضد فيروس كورونا ما زالت دائرة، والألعاب الأولمبية أهم وأكبر حدث رياضي عرفته البشرية، ومن المستحيل أن يجتمع أكثر من 11 ألف رياضي ورياضية، ويخوضون المنافسات في حضور الآلاف من الجماهير، بينما الشفاء الكامل من المرض الذي أصاب الكرة الأرضية لم يتحقق، كما أن الاتحادات الرياضية الدولية تطالب منذ فترة بإعلان تأجيل الدورة، لأن برامج تدريب وإعداد الرياضيين مرتبكة، وخاصة أن الألعاب الأولمبية هي أعلى مستويات المنافسة، لما تمثله من قمة البطولة الرياضية، وشعارها المعروف أنها الميدان الذي تتجلى فيه القدرة البشرية، ومدى نجاح الإنسان في تحدي الزمن والمسافة والوزن.
لقد شرفت بمعايشة وتغطية العديد من الدورات الأولمبية، وحضرت دورة أثينا عام 2004، ورأيت الدموع تجري في العيون بالاستاد الأولمبي في أثينا، احتفالاً ببهجة وفرحة شباب العالم بلغاته وجنسياته وإيديولوجياته وألوانه المختلفة، وهو يلتقي في الافتتاح، فالدورة هي أكبر حركة سلام عرفها الإنسان، وتعني لي ولكل محب للرياضة احتفالاً يستحق الانتظار كل أربع سنوات.
لماذا هذا الحظ السيئ الذي يرافق العاصمة اليابانية؟ فقد كان مقرراً لها استضافة الدورة الثامنة عشرة عام 1940، إلا أن اندلاع الحرب بين الصين واليابان ألغاها، وها هي دورة طوكيو نفسها تسير نحو التأجيل، بسبب حرب أخرى بين البشر وبين فيروس ضئيل، صغير، وخسيس.
في عام 1964 من القرن ألماضي، كانت طوكيو أول عاصمة آسيوية تستضيف الألعاب الأولمبية، بمشاركة 5140 لاعباً و683 لاعبة من 94 دولة تنافسوا في 19 رياضة، وفي ذاك الوقت أنفقت اليابان ثلاثة مليارات دولار، لتجديد طوكيو التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1964 كنت طفلاً صغيراً «طبعاً»، ومع ذلك كان شغفي بالرياضة كبيراً، وأخذت أتابع أخبار الدورة ومشاهدها بقدر ما أستطيع، وبقدر ما أصل إليه من معلومات، وما زلت أتذكر جيداً مشهد 80 ألف متفرج في ختام الدورة، وهم يبكون على أنغام أغنية جماعية، أطلقتها اللجنة المنظمة عنوانها: سيانورا، وتعني وداعاً باليابانية.
** لن نقول سيانورا أو وداعاً طوكيو اليوم.. وإنما إلى لقاء بإذن الله في 2021.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©