في مدينة الإمارات الإنسانية تدار قصص أشبه ما يحدث في الأحلام الزاهية لطفولة تترعرع بين أحضان الدفء والحنان وما تجلبه الأنهار للأشجار من شغف التلاقي، والتساقي بماء المكرمات.
يقول الضيوف في تلك الواحة الغناء: «لقد أخجلتمونا يا عيال زايد» بهذا التفاني والعطاء المنقطع النظير.
هؤلاء الذين احتوتهم الإمارات، وضمتهم واحتضنتهم ورعتهم ووضعتهم بين الرمش والرمش، يشعرون بالامتنان لجنود العطاء الذين سخروا جل طاقاتهم، سهراً على صحة ضيوفهم، ودرءاً لأي خطر قد يلم بهم.
نشعر بالفخر ونحن نسمع هذه القصص التي ترد إلينا من مقربين من أولئك الذين أطاح بهم فيروس الخطر، فتلقفتهم الأيدي الأمينة، فأحاطتهم بالرعاية، والعناية، والحماية، وقدمت لهم خدمات، لا تستطيع تقديمها أرقى النزل، وأكثرها تطوراً.
هؤلاء اليوم يرسمون صورة مثالية لذكر المعروف، على الرغم من أن الإمارات تقدم الخير للناس أجمعين من دون منة، ولا تنتظر الشكر من الآخرين.
في هذه المدينة الواحة، الضيوف كطيور حطت بأجنحتها على ضفاف نهر، سالت أوديته بالسلسبيل، وأصبح ماؤه بعذوبة الشهد، وشغف الأسيل.
لم يحدث هذا في التاريخ، ولا في أي بلد في العالم، أن يحتضن بلد أناساً من كل أصقاع الأرض، وبمختلف الجنسيات، والأعراق والأديان، والثقافات، نعم لم يحدث هذا إلا في الإمارات، لأنها بلد تجاوز حدود الجنسيات ولا يلون الناس إلا بالحب، وبالحب وحده تمضي الإمارات بإرادة عيال زايد نحو الوجود بقلوب أنصع من الثلج، وأبهى من الورد، وأزهى من بريق الموجة، وأندى من شمعة السحابة، تمضي الإمارات مزملة بوعي الذين أحبوا الناس جميعاً، فاحبهم الله، وعشقهم شعبهم.
تمضي الإمارات، بعزيمة الرجال الأوفياء الذين أخلصوا للوطن، وصدقوا فيما يفعلونه ويقومون به من أجل صلاح البشرية، ونهضة العالم، وكبح جماح الأخطار، ودرء نوازع الشر.
تمضي الإمارات واثقة الخُطى ثابتة مطمئنة وهي تباري الزمن، بمنجزات العطاء وتسابق عجلة الحياة، بمكتسبات وضعتها في خدمة الجميع، وتمضي الإمارات وهي تمد اليد لكل محتاج، أياً كان هذا المستغيث، ومن دون استثناء، ولا تضع في حسبانها طبيعة الدول أو الأفراد ومشاعرهم وأفكارهم، لأن الإمارات محصنة بالحب، ومن يطوقه الحب يصبح في الحياة نهراً لا تلوثه الضغائن، ولا يعيق مسيرته غبار الخيول الجامحة.