الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سمعة طيبة ومكانة مميزة في وجدان العالم.. العطاء قوة الإمارات الناعمة

سمعة طيبة ومكانة مميزة في وجدان العالم.. العطاء قوة الإمارات الناعمة
22 مارس 2020 01:02

إعداد:محمد الجداوي, أحمد عبدالعزيز, السيد حسن
التحرير: أشرف جبريل
الإشراف العام: راشد الزعابي, ناصر الجابري
الإخراج: محمد المنصوري

بعطاء جارف لا يفرق بين البشر لأية اعتبارات،
وسياسة خارجية متوازنة ترتكز على مبدأ الاحترام،
وتسامح فطري وقدرة على التعايش وتقبل الآخر،
حجزت الإمارات لنفسها مكاناً مميزاً في وجدان العالم، وحولت قيمها الموروثة، وثوابتها الراسخة، وأخلاق وسمات وإبداعات شعبها إلى أحد أهم مصادر القوة، فالإمارات في عيون شعوب الشرق والغرب.. الدولة النموذج، ومجتمع السعادة، وواحة الحرية والأمان، ومركز المال والأعمال، وعاصمة ثقافة وفنون العالم، وحلم الباحثين عن أرقى فرص العمل، وأعلى مستويات جودة الحياة.
ولا تحتاج أي دولة في العالم لأكثر من هذه المقومات لبناء «قوة ناعمة» تضمن لها حضوراً مؤثراً في المشهد العالمي، خاصة في ظل الاهتمام الرسمي بدعم هذا التوجه باجراءات وسياسات عملية توجت بإطلاق استراتيجية متكاملة لـ«القوة الناعمة لدولة الإمارات».

زكي نسيبة: مؤثرون بالشفافية والتسامح
أكد معالي زكي نسيبة، وزير دولة، أن «القوة الناعمة» حسب تعريف الأميركي جوزيف ناي هي «القدرة على التأثير والجذب دون إكراه أو دون استخدام القوة كوسيلة للإقناع»، وفي هذا الإطار نجد أن الإمارات قطعت خطوات جبارة في التأثير على المستويين الإقليمي والدولي، بعد أن أصبحت نموذجاً يُحتذى به في بناء مجتمع يسوده التسامح والوئام والتعاون والتعايش والانفتاح الثقافي والفكري، انطلاقاً من الإرث التاريخي للمنطقة وخصوصية الشعب الإماراتي الذي يغلب عليه التسامح والانفتاح على الآخر والاعتدال والوسطية.
وقال معاليه: من الطبيعي أن تسهم «قوة النموذج المُلهم» الذي تقدمه الإمارات، في مساعدتها على مواجهة تحديات التنمية المستدامة، بفضل امتلاك قيادتنا الرشيدة، الرؤية والطموح والإصرار على تطوير كل أوجه الحياة، ودعم المرأة والشباب وتمكينهم من قيادة المسيرة وفقاً لأرقى المعايير العالمية في مجال التسامح والشفافية والعدالة، كما تبرز قوة الإمارات الناعمة في كونها نموذجاً رائداً في الإدارة الحكومية الاستثنائية، واعتمادها على التخطيط الاستراتيجي للمستقبل على أسس علمية، والابتكار في تقديم الخدمات بمعايير تنافس أعرق الدول المتطوّرة عالمياً، والعمل الدؤوب على تحقيق سعادة المواطنين ورفاهيتهم. والأهم من ذلك كله.
وأضاف معاليه: نفتخر بأن دولة الإمارات تنظر إلى الشباب بأنهم في مقدمة القوى الناعمة، لأن الاستثمار في الشباب هو استثمار حقيقي في القوى الناعمة، اقتداءً بالنهج الحكيم والتراث الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن المؤكد أن الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، ومواجهة التحديات المستقبلية يعتمد بالدرجة الأولى على إعداد الشباب للمستقبل وحمايتهم عن طريق التعليم والتدريب وإتاحة فرص التوظيف والمشاركة الاجتماعية، بهدف بناء كوادر قادرة على العطاء للوطن.
وأضاف معاليه لـ«الاتحاد»: ووفقاً لتوجهات القيادة الحكيمة تحرص دولة الإمارات على تطبيق مبادئ الالتزام بالشفافية والنزاهة، حرصاً على استقرار المجتمع وأمنه، جنباً إلى جنب مع حماية مؤسساتها الاقتصادية وأنظمتها المالية، وبنيتها السياسية، ونشر وتعزيز القيم الأخلاقية والعدالة والمساواة وسيادة القانون، الأمر الذي يُسهم في دعم خطط وبرامج التنمية المستدامة على المدى البعيد.
وتابع معاليه: نفتخر في هذا المجال بأن دولة الإمارات تتربع في مكانة متقدمة وسط دول العالم الأكثر نزاهة وشفافية؛ إذ جاء ترتيبها في المركز الأول على مستوى العالم العربي، و«24» على مستوى العالم في مؤشر مفاهيم الفساد العالمي؛ وفقاً لآخر التقارير الصادرة من المنظمة الدولية للشفافية؛ وهذا الترتيب المتقدم للإمارات جاء نتيجة حرص القيادة الرشيدة على محاربة الفساد بأشكاله، والمبادرات المختلفة التي أطلقتها حكومة الإمارات للارتقاء بخدماتها بشفافية عالية.

 

«زايد» رائد دبلوماسية الخير
قال معالي سعيد بن محمد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة: «كان الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من الشخصيات العظيمة ذات الفكر التقدمي السابق لأوانه وعصره في المجالات كافة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية وغيرها، وامتاز الأب المؤسس بنظرته العميقة والفاحصة وقدرته، طيب الله ثراه، على إقامة علاقات متميزة مع الدول والشعوب الأخرى من خلال تسخير القوى الناعمة لدولة الإمارات، وأثمرت مشاريع (زايد الخير) في الزراعة والصناعة والتنمية المحلية والاجتماعية الداعمة للعديد من الشعوب، في خلق مواقف إيجابية داعمة للعلاقات بين شعب الإمارات وتلك الشعوب، وأثرت إيجابياً في نظرة الشعوب العربية والأجنبية للدولة».
وأضاف معاليه: «كان زايد رائداً ومعلماً في مجال توثيق العلاقات مع الدول والشعوب من خلال المبادرات الخيرية والاجتماعية»، مشيراً إلى أن الأب المؤسس أولى الخير والأدب والثقافة والعلوم والفنون جل اهتمامه، وجعل منها قوى ناعمة ساهمت في تكوين نظرة إيجابية لشعب الإمارات في عيون الشعوب الأخرى، وتقديم الدولة للعالم باعتبارها دولة سلام وخير ومحبة.
وأضاف الأكاديمي الدكتور سليمان الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية: «كانت دبلوماسية (زايد) أسلوباً جديداً ومهماً في التأثير السياسي والفكري، وكسب التأييد والوصول بالدولة إلى بر الأمان، وكان نهج (زايد) في التسامح وقبول الآخر بعقلية منفتحة من أبرز عوامل تعزيز مكانة الإمارات رغم التحديات والعواصف التي كانت تواجه المنطقة بعد قرار بريطانيا، الانسحاب منها». وأضاف: «تطورت دبلوماسية الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى مستوى رفيع، وتنوعت أنماطها وأطروحاتها وأشكالها، ولعبت القوة الناعمة للدولة ودبلوماسيتها، أدواراً حيوية في معالجة أزمات وتحديات دولية، فكانت قوة دعم ومساندة في عدد من القضايا الإنسانية والخيرية، ومهدت لإبرام المعاهدات والاتفاقات الاقتصادية، ومكنت الإمارات لتصبح لاعباً رئيساً على الساحة الدولية، وأصبحت القوة الناعمة أداة أساسية لتعظيم ثقل الدولة وزيادة الحضور الفاعل الذي يستمد قوته من سمعة الدولة الطيبة، وصورتها الذهنية ومكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي، واحترام العالم لمواقفها وثوابتها التي تستند للمبادئ الانسانية الراقية، والقيم الرفيعة، كما لعبت سياسة الدولة الخارجية التي تتسم بالتوازن دوراً مهماً في بناء علاقات متينة مع الشرق والغرب، هو ما انعكس على قوة جواز السفر الاماراتي الذي بات الأول عالمياً».

الفنون جسر إلى وجدان الشعوب
تساهم الثقافة والفنون والرياضة بفاعلية في بناء القوة الناعمة للإمارات، وترسم صورة إيجابية للدولة وشعبها في وجدان وأذهان الشعوب، فهي بمثابة نافذة يرى منها العالم مميزات وسمات المجتمع وقيم وأخلاقيات الإماراتيين.
يقول محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح: «تلعب القوى الناعمة دوراً محورياً في حياة الدول، حيث ترتبط الدول الكبرى بصور مختلفة يستحضرها ذهن الانسان عندما يذكر اسم الدولة، فإذا ذُكرت فرنسا جاء الأدب الفرنسي والفن الفرنسي والأزياء والفكر والثقافة، وإذا ذكرت أميركا تقترن بها صور عديدة للقوة وصورة الأميركي البطل (السوبر مان)، وهذه الصور يتم استثمارها لإيصال انطباعات معينة إلى العالم».
وأضاف: «تدعم الإمارات كل مفردات القوة الناعمة لتكون خير سفير للدولة، وفي الفجيرة على سبيل المثال أطلقنا مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما قبل 17 عاماً، ليساهم مع غير من الفعاليات في ايصال صورة واضحة عن فنوننا وإنتاجنا الإبداعي، وحقق المهرجان نجاحاً كبيراً في عرض الفن الشعبي الإماراتي ومسرح المونودراما الإماراتي، وساهم في نقل تجاربنا وثقافتنا للآخر، حيث يزيد الحضور في المهرجان على 1000 شخصية عربية وعالمية».
وتابع الأفخم: «نعمل في الهيئة العالمية للمسرح على خلق مراكز للهيئة في الإمارات، لنساهم في انتشار أوسع للمسرح الإماراتي على المستوى العالمي والعربي والخليجي، بهدف تحريك القوى الناعمة الإماراتية للعب دور أكبر في المستقبل».
وقدم الأديب والشاعر خالد الضنحاني تصورات حول القوة الناعمة خلال الخمسين، وقال: «من الضروري تهيئة مجموعة من الشباب المبدع والمبتكر كسفراء للدولة في الدبلوماسية الثقافية وإعداد فعاليات دولية مستدامة تظهر الوجه الحضاري للإمارات، وإظهار الهوية المرئية للإمارات في المجالات كافة، مع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي لتجسيد التسامح في الإمارات، وتنظيم مسابقات عالمية في مجالات القوة الناعمة».
وأكد أنه يجب الانتقال من استهلاك المعرفة إلى إدارتها وإنتاجها، مع العمل بجدية لتتصدر جامعاتنا قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، وكذلك رفع عدد براءات الاختراع الإماراتية المسجلة دولياً، وأن تحرص مؤسسات الدولة على المشاركة والفوز بالجوائز في المسابقات الرياضية العالمية وفي الثقافة والفنون والعلوم، وأن يكون الترشح لجائزة نوبل على رأس الأهداف.
وقال الفنان السينمائي منصور علي الفيلي: «نحتاج سينما قوية تنافس عالمياً، مع العمل على تسهيل مهمة القطاع الخاص في صناعة السينما في الإمارات، وجعلها مركزاً لتصوير الأعمال الفنية».
واختتم الفيلي قائلاً: «الأدب والسينما والمسرح وبقية الفنون أفضل وسائط يمكن أن تنقل صورة إيجابية عن الدولة إلى الشعوب الأخرى خلال الخمسين سنة المقبلة».

الجامعات سفير الدولة في ميدان المعرفة
تلعب الجامعات الإماراتية دوراً مهماً في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات عالمياً، ففي قاعاتها ومعاملها يتفاعل أبناء أكثر من 100 جنسية من الطلاب والأساتذة، في تنوع ثقافي فريد، ويتميز التعليم العالي في الإمارات بمواكبة التطور العملي والتقني، ومن شواهد ذلك إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الأولى من نوعها، وبراءات الاختراع التي حصلت عليها جامعات الدولة.
تقول الدكتورة بهجت اليوسف، مديرة جامعة زايد بالإنابة لـ«الاتحاد»: «إن التعليم العالي يلعب دوراً أساسياً في حضارة الأمم، ينير لها طريق التطور، ويعزز وعي ومكانة المجتمع».
وتضيف: «الجامعات باعتبارها ميداناً للمعرفة، تجسد شخصية الدولة وثقافتها وقيمها، وتكتب بطاقة تعريفها للعالم، وتمثلها في حوارات الحضارات، فالجامعات تعني المعرفة، والمعرفة بطبيعتها تواصلية تقوم على الحوار وتبادل التأثير والتأثر، والعالم يتجه باطراد إلى تنمية المعرفة على نحو تكاملي، ومن هنا تشكل الجامعات عنصراً مهماً من عناصر القوة الناعمة».
وتشير إلى أن القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً لتطوير تعليم جامعي راق، تعليم منفتح على العصر، يأخذ بأرقى المعايير العالمية، ويواكب طموح الدولة في الوصول إلى العالمية، ويكون مصدر إلهام للدول الأخرى، ولا شك أن تطور الجامعات الإماراتية في التصنيف العالمي يبلور دورها كقوة ناعمة، ذات حضور وتأثير. وتلفت إلى أن جامعة زايد تتقدم إلى الأمام ضمن هذه المنظومة، إذ تحظى برامجها الأكاديمية بالاعتماد محلياً وعالمياً.
وأضافت: «يتم تأهيل طلاب جامعة زايد ليكونوا سفراء في المجتمع المحلي، والعالم الخارجي، يرفعون اسم الدولة من خلال مشاركاتهم الدولية». وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: «إن الجامعات منارات العلم ومراكز للابتكار والبحوث، ولهذا تولي القيادة الرشيدة التعليم العالي جل اهتمامها، وتوجه بدعم البحوث والابتكار، والنتيجة السمعة التي تتمتع بها جامعاتنا على المستوى العالمي، ووصول جامعة خليفة على سبيل المثال إلى قائمة أفضل 20 جامعة في آسيا حسب تصنيفات مؤسسة التايمز للتعليم العالي». وأضاف: «تتميز جامعات الإمارات بالتنوع الكبير في الطلبة والباحثين، وتستقطب أفضل العقول وتوفر لهم البيئة المثالية للابتكار». وأشار الدكتور الحمادي إلى أن جامعة خليفة تثري المشهد الأكاديمي والبحثي العالمي عبر إيفاد طلبتها إلى الخارج، وتشجيعهم على المشاركة في المحافل العلمية والبحثية العالمية، ما يعزز مكانة الدولة على خريطة الابتكار.

10 توصيات
1- الانتقال من استهلاك المعرفة إلى إدارتها وإنتاجها
2- تهيئة المبدعين كسفراء للدولة في الدبلوماسية الثقافية
3- إبراز الهوية الإعلامية المرئية للإمارات
4- إبراز ثقافة التسامح عبر الشبكات الاجتماعية
5- تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية
6- إعداد برامج دولية تظهر وجه الإمارات الحضاري
7- صناعة سينما قوية تنافس عالمياً
8- الحصول على ترتيب متقدم في تصنيف الجامعات
9- تحقيق إنجازات في المنافسات الفنية والرياضية العالمية
10- الانتقال بالأدب الإماراتي إلى العالمية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©