اليوم، يبدأ آلاف الطلاب والطالبات، ومعلموهم ومعلماتهم في المدارس الحكومية والخاصة الدراسة عن بعد، عقب تجربة على مدى يومين، سبقت إجازة الربيع التي تم تقديمها هذا العام.
كما خاض أعضاء الهيئة التدريسية الأسبوع الفائت التجربة التحضيرية، استعداداً لهذا اليوم الذي يمثل نقلة نوعية في مسار العملية التعليمية، وهي تجربة فرضتها الظروف السائدة وما ترتب عليها من إجراءات احترازية وتدابير وقائية لمنع تفشي فيروس كورونا.
تدابير فعالة محل تقدير وإعجاب وإشادة العالم، جعلت الإمارات اليوم واحدة من أكثر دول العالم أماناً وكفاءةً في التعامل مع هذا الوباء، الذي يفتك بالعديد من دول العالم.
تجربة التعليم عن بعد تدخل حيز التنفيذ، بعد أن استنفرت لها وزارة التربية والتعليم كل الطاقات والإمكانيات والموارد، وهيأت الظروف وكل المقومات المطلوبة لانطلاق التجربة بنجاح، والتي تتطلب من الجميع وبالذات أولياء الأمور والطلاب التفاعل معها، باعتبارها مهمة وطنية في المقام الأول، وتظهر في الوقت ذاته استعدادنا الكامل لخوضها بما نملك من رؤى وأدوات.
ونحن نتمنى التوفيق والنجاح للتجربة القابلة للتوسع والتمديد إذا ما استمر الوضع وتطور، نتمنى أن تكون البنية التحتية للتجربة بذات القوة والكفاءة التي وعدتنا بها الوزارة على وجه التحديد، وأن تكون قد استفادت من دروسها وتجاربها السابقة في تعزيز وتقوية أنظمتها التقنية لإنجاح نظام التعلم عن بعد، وهو النظام المستقبلي الذي سيكون عليه التعليم.
كما أتمنى أن تفي شركتا «اتصالات» و«دو» بوعودهما لتوفير باقات مجانية دعما للتجربة، فحتى يوم الخميس كان المتصلون الذين يتواصلون مع مراكز الاتصال التابعة للشركتين، لا يتلقون إجابة حول استفساراتهم الخاصة بكيفية الاستفادة من مثل هذه الباقات.
رهان كبير على التجربة والنتائج المأمولة منها، في خدمة استراتيجية الدولة على المديين المتوسط والبعيد، وتجيء متزامنة مع التوسع في تجربة العمل عن بعد، وكلها تصب في تحقيق الأهداف الموضوعة، ضمن الرؤى المحددة لبناء وتعزيز اقتصاد المعرفة.
التعليم عن بعد والاختبارات عن بعد مسؤولية كبيرة وعظيمة، نتشارك في تحملها طلاب ومدرسون وأولياء أمور، ويقع على عاتقنا إنجاحها والتميز فيها، بإظهار الجدية والتعامل المسؤول مع ما يغرسه ذلك من ثقة في الذات لدى النشء، بعيداً عن مثبطي العزائم ومدمني السلبية الذين يراوحون في أمكنتهم التقليدية، وكل التقدير للعاملين والمشرفين على التجربة، وبالتوفيق للجميع.