لا تشلون هم.. جملة تحمل في طياتها بعداً إنسانياً ووطنياً، نبعت من مشاعر زعيم الإنسانية، وهو يناقش، ويتابع، ويتقصى حيثيات ما تقوم به الجهات، والمؤسسات الوطنية لمواجهة عدو دخل بغتة بيت البشرية، وقض مضجع الجميع. كان الحوار يدور عبر وشائج إماراتية بحتة، لا شبيه لها إلا هي.
فالقائد وجهاً لوجه مع جنوده الأوفياء في ساحة الدفاع عن عافية الإنسان، والسهر على أمنه وطمأنينته، وكانت الكلمات مثل حبات البرد، تنزل على القلوب، فتمنحها الفرح، في وطن مد شرشف السعادة لكل مواطن ومقيم على حد سواء ومن دون استثناء، وكان الحوار يشير إلى أن الإمارات بالدرجة الأولى هي بلد لم يحتفظ، ولم يتأخر بعطاء، بل إننا هنا وعلى هذه الأرض السخية، نشهد كل يوم حزمة إبداعية تبهر، وتزهر في الفؤاد، وتمتد الأغصان لتظلل القاصي والداني إيماناً من قيادتنا بأننا على هذه الأرض الوسيعة، نعيش معاً تحت سقف الخيمة العالمية الواحدة، وما يلم ببلد ما، أو شعب ما، إنما هو صرخة مدوية تضرب أطنابها في وجداننا.
كان الحوار تحرياً وتدقيقاً فيما يحدث، وما يجري في شريان الوطن، لإجراء الخطوات الاستباقية التي تحتاجها المؤسسات الوطنية، والتي ألقيت على كاهلها مهمة التصدي لأعظم هجمة، وأشرس مداهمة جاشت بها مخالب أبغض داء حل في البشرية.
ومن تابع واستمع إلى حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شعر أنه يكمن في مهد السكينة، وأن وطناً تديره هكذا عقول لن تشوبه شائبة، ولن يمس بسوء بعون الله، وأن ما تمر به البشرية اليوم من محنة سوء يصبح زبداً تذروه الرياح في أقرب وقت، لأن عشاق الحياة أطول قامة من كل ما يحدث، ولأن الذين أصبحت قلوبهم نهلاً وسهلاً ترتع في خصبه غزلان المحبة، وتسمق فيه أغصان الوفاء.
كان الحوار تعبيراً عن الوعي بأن الإنسان هو محور الاهتمام، وهو الجوهر في مسيرة التطور في بلادنا.
وعبارة «الغذاء والدواء خط أحمر»، كان لها الوقع في النفوس، لأنها الحقيقة التي سارت القيادة الرشيدة على نهجها، مستلهمة من إرث زايد الخير، طيب الله ثراه، القيمة والشيمة، متتبعة تلك الخُطى ببصيرة الأوفياء، ونعيم الضمائر المخلصة.
خط أحمر كل ما يضر بصحة الإنسان، وكل ما يقتر عيشه، هذه هي رؤية قيادة الإمارات، وهذا ديدنها، وهذا هو الطريق الذي سلكته باتجاه الوطن، والمواطن، وكل من يعيش على هذه الأرض.