(1)
في هذا اليوم، المدون في روزنامة السنين (21 مارس) من كل عام يجري الاحتفال بكن أيتها الأمهات، مبدعات الحياة وحاضنات البشر والوجود، اللواتي مجدكن الشاعر الكبير حافظ إبراهيم بأبياته الرائعة التي يقول فيها:

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا
أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إن تعهدهُ الحيا
بالرَّيِّ أورقَ أيَّمَا إيراقِ
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ

(2)
هكذا أنتن، والمدح فيكن لا يفي. والاحتفال بعيدكن أصبح مقيداً بهذا الوباء الذي تفشى في كل بقاع الأرض، ولم يوجد بعد أي دواء يقي البشر من هذا المرض الذي أطلق عليه مدير منظمة الصحة العالمية (عدو البشرية).
أيتها الأمهات تذكرن أن كل الحروب التي شنت منذ آلاف السنين دمرت حضارات وقتلت بشراً.. وأن من بقوا على هذا الكوكب أحياء وتناسلوا وتكاثروا أعادوا بناء الحضارات الإنسانية، لكن الطبيعة أيقظت فيروس كورونا (كوفيد، 19) الذي يجتاح العالم من دون استثناء، ولا يميز بين ضحاياه، سواء كان طفلاً صغيراً، أو شاباً، أو مسناً.. لماذا؟ هذا السؤال الذي يجر سؤالاً آخر: هل المواد التي تنبعث من كل أنواع الأسلحة التي تستخدم على هذا الكوكب الفريد بين كواكب الكون، سبب تلوث الطبيعة ونشوء هذا النوع من الفيروسات القاتلة في هذا الزمان؟

وماذا فعلت آلاف المصانع التي تنتج الأدوية التي تنتشر صيدلياتها في كل دول العالم لتعالج مرضاً ما في إنسان، وتسبب له عشرات الأمراض بأعراضها الجانبية؟ لماذا يتباهى الإنسان باختراع الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها وغاياتها، وبكل إيجابياتها وسلبياتها أحياناً، والتي تنتشر في كل أرجاء الأرض، ويعجز أمام هذا الفيروس الذي قتل الآلاف في كل بلدان الشرق والغرب على امتداد الكرة الأرضية؟

(3)
إذاً علينا أن ننتظر أيتها الأمهات نتائج اكتشاف الدواء السحري للتخلص من هذا الفيروس القاتل، والاحتفاء بسلامتكن وعيدكن الدائم!