في رائعة من أصفى روائعه الشعرية وفي ستة عشر بيتاً من درر قصيده وقوافيه المتلألئة، عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عما يجيش من مشاعر حب فياضة متدفقة وتقدير رفيع يفيض وفاء وولاء وانتماء من أبناء الإمارات ومحبيها نحو قائد وزعيم فذ بمكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتلقف أبناء الإمارات ومحبوها مناسبة الاحتفاء بمولد «قايدنا الهمام» ليسطروا كلمات عفوية مهما تباروا في نسجها وتطريزها فلن تفي «بوخالد» حقه، وكما قال «بو راشد»: «ما يوفي وصفك أشعار وكلام/‏/‏لكن نحاول قدر ما نستطيع».
حلّقت المناسبة في آفاق غير مسبوقة ومحطات جليلة متفردة من سيرة المجد لأسد العرب الذي نفاخر به بين الأمم.
محطات من العطاء والبذل والإيثار ساهمت في رفع راية الإمارات عالياً في ميادين المجد والسؤدد.
إسهامات من ثمار رؤى قائد متفرد زرع أول خيوط ثقتنا بالمستقبل، وعلمنا كيف نستعد لنفرح مع تصدير آخر شحنة من النفط، لآن رؤاه تقوم على الاستثمار في الإنسان بالعلم وتطوير قدراته ومهاراته. قائد علمنا أن الأمم والشعوب ليست بالكم، وإنما بما تقدم من جهود ومبادرات لصنع الرخاء والازدهار واستدامته لمواطنيها.
قائد يؤكد لنا في كل مناسبة أن الإنسان هو أغلى ثروات الوطن، ويجب توفير كل الدعائم والمقومات لتأمين مستقبله ومستقبل أجياله القادمة.
قائد علمنا كيف يكون الإنسان إنساناً وهو يشارك البشرية آلامها ومحنها، ويترجم تلك المشاركة واقعاً من المبادرات المتصلة لتخليص المجتمعات الفقيرة من ثالوث الفقر والجهل والمرض الذي يكبلها. شاهدنا كيف وضع يده بيد كل الخيرين في العالم من أجل القضاء على الأمراض والأوبئة. ويشاركهم «الميل الأخير» لدحر ما يفتك بأخيه الإنسان في شتى بقاع الأرض من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
ولعل مبادرته الراقية مؤخراً بإخلاء رعايا بعض الدول الشقيقة والصديقة وجلبهم من الصين لمدينة الإمارات الإنسانية لضمان سلامتهم قبل نقلهم لبلدانهم، صورة من صور الحس الإنساني المرهف لسموه الذي يميز تعامل الإمارات مع قضايا العالم المحيط بنا.
وفي مناسبة كهذه، تتجدد الدعوات لأبي خالد «يعل عزك في دوام، ويا عسى ربي بما ادعي سميع».