اليوم سنكون على موعد مع مجلس إدارة جديد يقود سفينة الكرة الإماراتية، وستقام الانتخابات المنتظرة التي تبدو أقل زخماً وإثارة من تلك التي أقيمت قبل 4 سنوات، وبلغ الحماس فيها أشده، عندما احتدمت المنافسة على مقعد الرئاسة، حيث ابتسم الصندوق لمروان بن غليطة، وأصبح رئيساً لمجلس إدارة الاتحاد الذي تفاءلنا به كثيراً آنذاك، ولكن لم تكن خاتمته بأفضل من خاتمتي مجلسين سابقين جاءا عن طريق الانتخابات أيضاً، ولم يتما عامهما الأخير.
جربنا الانتخابات الحرة، ولم يكن النجاح من نصيبها في معظم الحالات، ولم يكن التجانس حاضراً بين أعضاء مجلس الإدارة، وظهرت حالات من عدم الانسجام بين عناصر الفريق، وهو الذي أدى إلى عدم قيام المجلس بأدواره بالطريقة المثلى، وهذه المرة سنجرب نظام القوائم، عل وعسى أن يحمل الخير المنتظر.
اليوم سيختار الشيخ راشد بن حميد النعيمي، الرئيس الجديد، والذي فاز بالتزكية لعدم ترشح أي منافس له على مقعد الرئاسة، أعضاء فريق عمله، وستبدأ معهم كرة الإمارات عهداً جديداً، نتمنى من خلاله انطلاقة حقيقية وواعدة لكرة القدم الإماراتية التي تستحق واقعاً أفضل بكثير من الذي تعيشه.
لا بد من حصر أخطاء الماضي ودراستها؛ من أجل البدء في التخطيط للمستقبل، فمن لا يستفيد من أخطاء من سبقوه ولا يعرفها، فهو مرشح لتكرارها، وفي السنوات الماضية عانت كرة القدم في الإمارات هفوات وزلات إدارية ساذجة، كانت سبباً في عرقلتها وجرها إلى الخلف.
مجلس الإدارة في أي مؤسسة دوره رسم السياسات العامة، والتخطيط للعمل وللمستقبل، وإيجاد الاستراتيجيات المناسبة والحقيقية والصالحة للتطبيق، وترسيخ العمل المؤسسي من خلال تفعيل أدوار الإدارات المختلفة وتمكين الإدارة التنفيذية، وهذا المجلس دوره كبير للغاية، ومسؤولياته عديدة وجمة، وليس مطلوباً منه الاجتماع لتحديد من سيسافر مع المنتخب، أو اختيار مكان المعسكر، أو الاتفاق على مباريات ودية.
هذا ما كان يحدث في السابق، وهو ما لا يليق بمجلس إدارة أكبر اتحاد رياضي في الدولة، ولا يليق بمسمى مجلس إدارة من الأساس، فالهدف الارتقاء بكرة القدم وإعادة بث الروح في جسد اللعبة، واستئناف علاقتها شبه المقطوعة مع الجماهير التي ابتعدت عنها، وإعادة صوت الإمارات وتأثيرها القوي في المؤسسات القارية والدولية، وزيادة قاعدة اللعبة والاهتمام بالنشء، هذا شيء من أحلامنا وبعض أمنياتنا، ولا يزال في جعبتنا المزيد، فعسى أن تتحقق الآمال على يد المجلس الجديد.