يظن الناس أن النجوم من عجينة أخرى، حتى يُفاجَؤوا بأحدهم بين الحين والآخر في السجن، كما حدث مع النجم البرازيلي رونالدينيو مؤخراً، والذي تم القبض عليه لدخوله الباراغواي بوثائق سفر مزورة، ورآه محبوه وعشاقه والأصفاد في يديه، في مشهد تبددت معه الأحلام التي رافقت النجم الكبير طوال مسيرته في الملاعب، والتي كان خلالها واحداً من أساطير الساحرة المستديرة.
يعشق الناس نجومهم، وكلما زاد الارتباط بهم، يبدؤون في تخيل كيف يعيشون، وربما كيف يأكلون ويشربون، ويظنون أنهم في الحياة كما في اللعب.. رائعون ومبهرون، ويستنكرون عليهم أن ينالهم ما قد ينالنا أو يقترفوا ما قد نقترف، وحين يحدث ما لا يتوقعه الجمهور، فيسقط أحد النجوم، يتعاطف معه البعض ممن يرون أن أحلامهم هي التي سقطت أو باتت بين قضبان السجون.
رونالدينيو ليس الأول ولا الأخير، ففي نفس الشهر، خضع حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس لتحقيقات في مزاعم غسيل أموال وتهرب ضريبي، وقريباً من الذاكرة مَثَل النجم الأرجنتيني ميسي أمام المحكمة مع والده بتهمة التهرب من دفع الضرائب وإنشاء شركات وهمية في كل من بيليز وأوروجواي.
ولم ينجُ البرتغالي كريستيانو رونالدو من الفخ، فقد حكم عليه بغرامة تقدر بـ21 مليون دولار في قضايا تهرب ضريبي، تورط فيها بين العامين 2011 و2014، واتهمت المحكمة قائد المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش بشهادة الزور في محاكمة رئيس نادي دينامو زغرب السابق، وفسخ سندرلاند الإنجليزي عقده مع الإنجليزي الدولي السابق آدم جونسون، بعد الحكم عليه بالسجن ست سنوات، قضى منها ثلاثاً قبل أن يطلق سراحه.
ليس هؤلاء وحدهم من خذلوا جماهيرهم، فالقائمة طويلة وفوق الحصر.. فيها واين روني الدولي الإنجليزي، وكريم بنزيما، وروبينيو، وجوي بارتون، ونيمار الذي اتهم بالاحتيال والفساد، وفي الماضي سقط مارادونا في فخ المخدرات، وكثير من النجوم الذين لا زال بعضهم رغم كل شيء، أعصياء عن مغادرة الذاكرة والقلب. تصرف رونالدينيو لا يمكن أن يكون بحسن نية، خاصة أن محكمة برازيلية كانت قد حرمته من جواز سفره في نهاية عام 2018، لعدم دفعه غرامة بلغت مليونين و500 ألف دولار، لبنائه رصيفاً على حافة بحيرة في منطقة محمية.. سلسلة من المخالفات، كان الرابط فيها جميعاً أن النجم ظن نفسه فوق القانون، لأننا من ظن ذلك أولاً.. نحن من يصنع النجوم ومن يصدقهم، ونحن أيضاً من يدفع ثمن أخطائهم.

كلمة أخيرة:
النجم الحقيقي قد يكون بجانبك.. ليس شرطاً أن تشاهد النجوم على التلفزيون.