عدد اليوم
خسارة بيراميدز أمام زاناكو في القاهرة عكست عقلية اللاعب المصري والعربي، حيث لا يعمل في الملعب بأقصى طاقة إلا إذا كان يحتاج فوزاً أو نتيجة ما تدعم موقفه وموقف الفريق.. فكيف يفوز بيراميدز على زاناكو في ملعبه بثلاثة أهداف نظيفة ثم يخسر في القاهرة بهدف نظيف؟
كرة القدم عمل، وكل عمل يجب أن يمارس بمنتهى الجدية، وصحيح أن بيراميدز تأهل للدور قبل النهائي لكأس الكونفيدرالية، لكنه خسر فرصة رسالة قوية يوجهها إلى منافسه حوريا كوناكري الغيني، بتحقيق انتصار كبير على فريق أضعف منه.. ولا شك أن الترشيحات تضع بيراميدز متصدراً للفوز بلقب الكونفيدرالية، وتحقيق لقب أفريقي في أول مشاركة قارية له، لكنه خسر مباراة لم يكن واجباً أن يخسرها بسبب عقلية لاعبيه.
في الاحتراف يجب أبداً ألا يغيب الإبداع والابتكار والسعي للانتصار في كل مباراة، واللاعبون اليوم يبذلون جهداً بدنياً كبيراً للغاية، لكنهم مثل الممثل على المسرح، عليه أن يبدع، حتى لو كان العرض أمام جمهور قليل، فهو يتقاضى المقابل المادي المناسب والأفضل، قياساً بغيره من البشر.
إن سرعة الإيقاع في المباريات والمهارات الفردية والجماعية وثقافة التحرك بالكرة ومن دونها، ورؤية الملعب جيداً، والتكتيك الجيد والصعب من أوجه الجمال في اللعبة، وكنت رأيت جمالاً في أداء الزمالك أمام الترجي، مع أن اللقاء لم يكن ممتعاً، فكيف يكون جميلاً؟
لقد لعب الزمالك مع الترجي ثلاث مباريات متتالية وتخطى الفريق التونسي، لكنه قدم عرضاً تكتيكياً صعباً وقوياً في المباراة الثالثة باستاد رادس، حيث قيد كل خطط الترجي، وفرض عليه اللعب في مساحة 20 متراً مربعاً في الساعة الأولى من المباراة، وكان ذلك جيداً، لأنه الاختيار الأفضل أمام كارتيرون، ودونه لكان الزمالك خرج من البطولة، لاسيما بعد الهدف المبكر الذي سجله الترجي.
الأمر نفسه كان في مواجهة الأهلي مع صن داونز في بريتوريا، فلأول مرة لعب رينيه فايلر بثلاثة لاعبين في الوسط دفاعاً عن تقدمه في القاهرة، لكن الفريق أدى اللقاء بمرونة كبيرة وتوازن بين الدفاع وبين الهجوم، لم يقم الأهلي ببناء جدار برلين وتراجع إلى الخلف، كما قال موسيماني مدرب صن داونز قبل المباراة في إطار تعليقه على طبيعة أداء فرق الشمال الأفريقي.. والواقع أن تكتيك الشمال في مباريات الـ 180 دقيقة وراء تفوقه في بطولات القارة على فرق الغرب والجنوب.
تأهل الزمالك والأهلي للدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا، كان انتصاراً للمدربين كارتيرون وفايلر وللتكتيك الذي لعبا به.
