الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صلاح الريسي الوكيل المساعد في «التغير المناخي» لـ«الاتحاد»: منظومة عمل وطنية للمحافظة على التنوع البيولوجي

صلاح الريسي الوكيل المساعد في «التغير المناخي» لـ«الاتحاد»: منظومة عمل وطنية للمحافظة على التنوع البيولوجي
9 مارس 2020 01:06

شروق عوض (دبي)

أكد صلاح الريسي، الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات وضعت منظومة عمل متكاملة للمحافظة على التنوع البيولوجي بأنظمته الإيكولوجية ومكوناته البرية والبحرية، من الضغوط البشرية والطبيعية التي يتعرض لها وتؤثر على قدرة مكوناته على التكيف مع الظروف المناخية المفاجئة، والوصول إلى معدلات استدامته وتوازنه البيئي، ولم تكتفِ بذلك وإنما تعمل أيضاً على تطوير محاور هذه المنظومة تبعاً للمستجدات الجديدة في هذا المجال.
وعزا الريسي في حواره مع «الاتحاد»، حرص دولة الإمارات على المحافظة على التنوع البيولوجي، إلى كونه يعد أساساً للحياة، وهو العنصر الأساسي للنظم الإيكولوجية التي توفر العديد من السلع والخدمات التي تدعم الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، مثل الغذاء والوقود، ومواد البناء، والمساهمة في اعتدال المناخ، وتخفيف الكوارث، وتجديد خصوبة التربة، ومكافحة الأمراض، واستدامة الموارد الوراثية، لافتاً إلى تميز الإمارات بأربعة أنظمة بيئية طبيعية «إيكولوجية» رئيسية، وهي النظام البيئي الصحراوي الذي يشكل 80% من مساحة الدولة، ويؤوي أنواعاً مختلفة من النباتات المتفرقة التي تشكل مصدراً مهماً لغذاء الحيوانات، والجبلي الذي يشكل نحو 2.6% من مساحة الدولة، ويساهم في تخزين المياه الجوفية، ويحتضن العديد من النباتات والحيوانات البرية، بالإضافة إلى الأنواع المهددة بالانقراض، والبحري الذي يمتاز بسواحل تمتد بطول 1318 كم في كل من الخليج العربي وبحر عُمان، ويضم مجموعة من الجزر والعديد من البيئات المتنوعة، مثل الشعاب المرجانية، وتشكل الأسماك فيه مصدراً للغذاء، وتسهم في الحماية ضد تأثيرات تغير المناخ والحفاظ على التوازن البيئي.
كما أكد صلاح الريسي أن الأراضي الرطبة في الدولة ذات أهمية ثقافية وجمالية، كما أنها معروفة بتنوعها البيولوجي الغني، وهي من أكثر البيئات الحاضنة للطيور في الدولة، والتي يفوق عدد أنواعها 450 نوعاً، بما فيها الطيور المهاجرة، وهي أيضاً موائل للعديد من الأنواع المهمة والمهددة بالانقراض مثل السلاحف البحرية، وأهمها سلحفاة منقار الصقر، كما تقدم خدمات مهمة فهي تشكل مواقع لتفريخ الأسماك، وتساهم في حماية الشواطئ من التعرية الساحلية وغيرها.
وأكد أن تلك الأنظمة توفر العديد من الأنواع ذات القدرة على التكيف مع هذه البيئات والظروف المناخية الخاصة، حيث تتميز بأكثر من 50 نوعاً من الموائل، مثل الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية، وأشجار القرم، والسبخات، والكثبان الرملية، بالإضافة إلى تسجيل أنواعٍ مهمة وفريدة من النباتات والحيوانات واللافقاريات البرية والبحرية في هذه الموائل، وتوثيق أكثر من 3579 نوعاً في الدولة.

منظومة سداسية المحاور
وأوضح الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن المنظومة المشار إليها أعلاه، والتي يشارك في تنفيذها بشكل مستمر، بالإضافة إلى الوزارة عدة جهات منها المحلية المختصة بقطاع البيئة وحماية التنوع البيولوجي، والمنظمات الدولية ذات العلاقة وغيرها، جاءت كحل جذري وفعال للمحافظة على التنوع البيولوجي وتحقيق استدامته بما يواكب مستهدفات رؤية الإمارات 2021 لتحقيق الاستدامة على مستوى كافة القطاعات، من الضغوط البشرية والطبيعية التي تتعرض لها والسيطرة عليها، مثل تأثيرات تداعيات التغير المناخي، والتلوث الناجم عن الأنشطة البرية والبحرية، وتدهور التربة وزيادة نسبة ملوحتها، وسلوكيات الرعي الجائر، والصيد المفرط، والتجارة غير المشروعة في بعض الأنواع، مؤكداً أن المنظومة تخضع بين فترة وأخرى لإضافة بعض التطويرات على محاورها وتعزيزها بمبادرات جديدة، وذلك بهدف مواكبة المستجدات التي تطرأ على التنوع البيولوجي في الدولة.
وبيّـن صلاح الريسي أن المنظومة ارتكزت على 6 محاور مدعمة بالعديد من المبادرات والمشاريع والخطط الوطنية، والمحاور هي حماية الموائل وتأهيلها، والتوسع في إقامة المناطق المحمية، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض واستدامتها، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالأنواع، ومنع دخول الأنواع الغازية إلى الدولة، وتوفير فهم أفضل لقيمة هذا التنوع والخدمات التي توفرها النظم الايكولوجية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

مشاريع ومبادرات
في حين ارتكزت الخطط والمشاريع والمبادرات الواقعة تحت مظلة المنظومة على تطوير خارطة الإمارات الذكية لرأس المال الطبيعي، والمشروع الوطني للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، والمشروع الوطني لقائمة الأنواع الغازية، وتحديث خريطة المواقع المهمة للطيور، وإنشاء المحميات الطبيعية، والخطة الوطنية للمحافظة على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية، والخطة الوطنية للمحافظة على أسماك القرش وإدارتها في دولة الإمارات، ومشاريع إكثار وإعادة توطين أنواع من الحيوانات البرية، مثل المها الأفريقي (أبو حراب) وإطلاقها في بيئتها الطبيعية، كما تم في جمهورية تشاد، والطهر العربي، والحبارى وغيرها.

مؤشر الاستدامة البيئية
وذكر أنه رغم تعرض بيئة دولة الإمارات خلال السنوات السابقة إلى العديد من الضغوط الناجمة عن العوامل البشرية والطبيعية، إضافة للنمو السكاني والاقتصادي وما رافقه من تغيرات، إلا أنها حققت من خلال منظومة العمل المتكاملة للمحافظة على التنوع البيولوجي، إنجازات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويكفي الإشارة في هذا السياق إلى احتلال الإمارات مؤخراً المرتبة الأولى في معيار «المحميات الطبيعية البحرية» في «مؤشر الاستدامة البيئية»، علاوة على النجاحات المهمة التي حققتها في مجال المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، وإكثارها وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية بالإمارات والدول الأخرى.

ضغوط على التنوع البيولوجي
وحول أهم الضغوط التي تعرض لها التنوع البيولوجي في الدولة خلال السنوات الماضية، قال الريسي، إنها «تمثلت في التغير في استخدامات الأراضي، حيث لا يزال فقدان الموائل نتيجة التغير في استخدام الأراضي وتحويل الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية إلى أراض زراعية أو مناطق حضرية، يعتبر من أهم الأسباب لفقدان التنوع البيولوجي، محلياً وعالمياً، والتغير المناخي (ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر، والتغير في أنماط هطول الأمطار وغيرها) أثر على قدرة الأنواع على التكيف، ما يزيد بدوره من فقدان التنوع البيولوجي، والتسبب في تهديد على الشعاب المرجانية وبعض الأنواع الرئيسية الفريدة، مثل سلاحف منقار الصقر المعششة والطيور البحرية، وهذا أحد الجوانب المثيرة للقلق في ظاهرة التغير المناخي، والتلوث الصادر عن الأنشطة البرية والبحرية، الذي أثر على الخصائص الفيزيائية والكيميائية والإحيائية للبيئة، حيث يمثل التلوث الناتج عن أنشطة النقل تهديداً مستمراً للبيئة وسواحل الدولة، وذلك نظراً لاتجاهات ومسارات التيارات البحرية التي تساعد على نقل الأشكال المختلفة من الملوثات إلى البيئة البحرية والساحلية للدولة، وغيرها الكثير من الضغوط».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©