«حقق العالم تقدماً مذهلاً نحو القضاء على شلل الأطفال بفضل شركاء، مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودولة الإمارات». هذا نص تغريدة لمؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، نشرها في أكتوبر الماضي، بعد سنوات من دعم بلادنا برامج مكافحة المرض في دول عدة في العالم، وصولاً إلى الميل الأخير في نهاية مسافة طويلة، أوقعت ملايين الوفيات والإعاقات بين الأطفال.
أكثر من 600 مليون درهم، تبرع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لتوفير اللقاحات للأطفال على امتداد خريطة انتشار المرض، وتحسين نوعية الرعاية الصحية في الدول النامية، والشديدة الفقر، بشراكات مع منظمات دولية مرموقة، أبرزها مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» للأعمال الخيرية، ومنظمة الصحة العالمية التي تعتبر الإمارات أكبر داعمي برامجها في مواجهة الأمراض المعدية.
في الأسابيع الماضية، وفي انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا الجديد، برز اسم سموه بين القادة العالميين، الأكثر نشاطاً وفاعلية في الجهود الساعية إلى محاصرة الفيروس القاتل، وزيادة مستويات التعاون والتنسيق بين الدول، في التقصي الوبائي، واحتواء التداعيات الصحية والاجتماعية، فكانت «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، تستقبل رعايا الدول الشقيقة والصديقة، العالقين في مقاطعة هوبي الصينية، للتأكد من سلامتهم، قبل عودتهم إلى بلدانهم.
بادرت الإمارات إلى تحمل هذه المسؤولية على أرضها، وسط أجواء من القلق والخوف في العالم من انتشار الفيروس، ويواصل نظامها الصحي العمل بكفاءة، أدت إلى شفاء خمس حالات، ونجحت في ابتكار منظومة للوقاية والتقصي والحجر الصحي، واعتبرت منظمة الصحة العالمية كل ذلك نموذجاً يُحتذى به.
وقف الشيخ محمد بن زايد مع أبرز قادة العالم لمكافحة شلل الأطفال، ويواصل الأمر نفسه مع فيروس كورونا، غير أن ثمة أمراضاً في المنطقة لا يمكن مكافحتها إلا بالتجاهل، لأنها لا تفتك إلا بأصحابها، ولا تستطيع تقديم لقاح لطفل، ولا رعاية لكبير، ومن مثلها حملة الأكاذيب التي تطاولت في الأيام الماضية على سموه، وعلى بلادنا.
مطلقو الحملة ومروجوها أغاظهم موقعنا في الفعل الدولي المؤثر لاستيعاب تداعيات كورونا، ولا جديد في الحملة سوى أن خيبتها أكبر منها. فالمراكز المشغولة بإنتاج الكذب وتسويقه، لم تتوقف في السنوات الأخيرة عن أوهامها وأمنياتها، مثلما لم تتوقف الإمارات عن نهجها في التسامح والاعتدال، ومحاربة التطرف، ومد يدها إلى الإنسان، دون النظر إلى جنسه ولونه ودينه.
سمعة الإمارات مشهودة بفضل قيادتها، وعزم أبنائها وبناتها، وهذا النوع من التشويش معتاد، ودائماً ما يؤول إلى الفشل الذريع، كما هو الباطل، لا ينفع صوته العالي، وجوهره أجوف وضعيف.