لم تعرقل السياسة مشروع الإمارات الإنساني، ووعيها بأهمية أن نكون أبناء الأرض وأننا في هذا الكون نعيش تحت خيمة مشتركة.
لم تطلق الإمارات أسئلة الأنا، بقدر ما فاضت أجنحتها الإنسانية بعبق التضامن والتعاضد، مع الإنسان الإيراني كونه إنساناً ينتمي إلى هذه الحزمة البشرية والتي إن أصابها كلل أو علل هبت الإمارات هبة رجل واحد، تهفو إلى رفع الضيم، والضنك والكوارث، إيماناً من قيادتنا الرشيدة، أن حق الإنسانية تفرضه علينا شريعتنا السمحاء، وتسنه أخلاقنا، وننهله من قيمنا الإماراتية الأصيلة.
هنا في لحظات الجلل الرهيب، تنجلي كل مساحات الغبار، وتنقشع غمامات ما عفرته خيول السياسة، وتتلاشى بقع الزيت، وتبرز شيم الإنسان الإماراتي الذي تربى على أخلاق المغفور له الشيخ زايد، وتصبح هذه الشيم هي الطائرة المحملة بأمصال العافية، الذاهبة إلى القريب، والبعيد، على أجنحة الحب.
هكذا علمنا زايد الخير، وهكذا رسخ مفاهيمه الإنسانية في وجدان كل إماراتي، وهكذا يكبر الرجال، ويصبحون علامات فارقة في التاريخ عندما يكونون طوق نجاة لكل محتاج، ومن دون تصنيف، أو تجديف، إنها اللحظة التاريخية التي تثبت أن في الإمارات قادة بعظمة الجبال، وبهامة المحيطات، وقامة الأشجار السامقة، هؤلاء هم الذين يصنعون اليوم مجد العالم في لحظاتهم التنويرية، وخطواتهم الواثقة نحو المستقبل، ووثباتهم الثابتة، في صياغة عالم خال من الضغينة ومن الحسابات السياسية المتهدجة.
فكم هو الحب واسعاً كالمحيط عندما يكمن في النفوس المطمئنة، وكم هو فياضاً، بترانيم الحياة المبهجة، لو عرفه الناس جميعاً، لانتهت الحروب العبثية، واختفت الضغائن، وتلاشت المكابرة، وأصبح العالم يسبح في نهر علاقات الود، وعاشت الشعوب خارج سجون الأفكار السوداوية.
كم هو الحب، نبراس حياة، وناموس وجود، وقاموس فكر، يتهجى أبجدية الأحلام الزاهية، ويمضي إليها من دون، لعثمة، ولا غمغمة، فقط أكسير من الحب، يكفي لأن يصبح العالم، واحة خضراء، ترتع عند عشبها القشيب غزلان الفرح، وتحلق على أغصانها طيور الألفة، والتسامح.
هكذا تفهم الإمارات العلاقة مع الآخر، وهكذا تذهب قيادتنا نحو الناس أجمعين، بقلوب أصفى من ماء الجداول، وأفكار أزهى من لون الورد، نفوس أبهى من عين الطير، لأن الأفكار عندما تنمو في بيئة زرعها نخلة وارفة، فإنها لا تتوقف عند هبة ريح من هنا أو هناك، ولكن تبقى الثوابت راسخة، والمبادئ، كشموخ الراسيات، الباذخات بالقيم الرفيعة. وسوف تبقى الإمارات دوماً عوناً، وصوناً، للإنسان في كل مكان.