تستعد الشارقة يوم بعد غد الأربعاء لاستضافة الدورة التاسعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وهو امتداد نوعي لسلسلة المنتديات والملتقيات والمؤتمرات التي تنعقد في الدولة بصورة منتظمة، ويتميز عنها منتدى الشارقة بالثراء والتوسع في التركيز على قضية الاتصال الحكومي لما يتحلى به من أهمية وخصوصية باعتباره معبراً وأداة لتعزيز التواصل بين الجهات الحكومية والمجتمع وشركاء «الرسالة»، وفي مقدمتهم وسائل الإعلام بأنواعها وفئاتها.
وعلى الرغم من طرق هذا الموضوع وإشباعه بحثاً، إلا أن الغالبية العظمى من الجهات الرسمية، والتي لديها أقسام اتصال «لا تستفيد من الطروحات والدعوات والنقاشات التي تجري في تلك المنتديات، وكأنما حضورها فقط من باب تسجيل الحضور لا الاستفادة من الممارسات الصحيحة التي ترتقي بالإعلام والاتصال الحكومي إجمالاً».
هذا «الاتصال» الذي أفقده حيويته وزخمه انتشار شركات العلاقات العامة «البي آر»، والتي أصبحت وسيط الأمر الواقع بين الوزارات والدوائر والمؤسسات وكبرى الشركات الحكومية وشبه الحكومية من جهة والرأي العام وأدواته من الجهة الأخرى.
قبل أيام تابعت حالة صارخة من ممارسات «البي آر» الذي يتولى المتابعة الإعلامية لإحدى الوزارات الخدمية الكبرى، وقد كان الخبر يتعلق بفعالية مهمة لتلك الوزارة، ويتعلق بأنشطتها وبمبادراتها في شهر الابتكار الذي ودعنا قبل أيام. لم يكن من خلل أو مأخذ مهني على الخبر الموزع سوى بثه وتوزيعه بعد أكثر من عشرة أيام من الحدث الذي كان في إحدى مدن الدولة وليس في مجرة بعيدة!!.
مبرر شركة العلاقات العامة أو «البي آر» أقبح من فعلها الذي أرجعته لكثرة الموافقات المطلوبة من مسؤولي الوزارة على تصريحاتهم رغم أن التصريحات كانت إيجابية وعادية، فكيف لو كان الأمر يتعلق بسرعة الرد عن معلومات تتعلق بمرض «كورونا»؟.
أصابت شركات العلاقات العامة الشفافية المطلوبة وسرعة التواصل والعلاقة بين «الإعلام» و«الاتصال الحكومي» بشرخ هائل لا يصلح إلا بعودة المياه إلى مجاريها من خلال الاتصال المباشر ومن دون الحواجز التي اصطنعتها تلك الشركات لتبرر وجودها والميزانيات الضخمة التي ترصد لها نظير خدماتها في تدبيج التقارير وتنظيم المؤتمرات الصحفية المسبقة الإعداد والإخراج، والمطلوب وجود الصحفيين وزملائهم المصورين فيها على طريقة «شاهد ما شفاش حاجة»!!.