تخيل معي أن يعقد كونجرس الاتحاد الدولي للشطرنج بنسخته الـ90، وبمشاركة 150 اتحاداً من مختلف قارات العالم، في العاصمة أبوظبي، وللمرة الأولى في الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد المكانة الكبيرة لدولة الإمارات رياضياً، وقدرتها على استضافة أهم الأحداث الكبرى، وتخيل أن هذا يحدث في ظل عدم وجود اتحاد فعلي للعبة في الدولة، بعد استقالة 6 أعضاء من مجلس الإدارة، وعدم اتخاذ أي قرار من أي جهة رياضية، سواء بعقد اجتماع للجمعية العمومية لسد شواغر المستقيلين، أو حل المجلس لعدم اكتمال النصاب، بعد رحيل أكثر من الأغلبية المطلقة للمجلس.
وتخيل كذلك أن كونجرس الاتحاد الدولي للشطرنج بنسخته الـ90، والذي اختتم في العاصمة أبوظبي، باعتماد انضمام 7 أعضاء جدد للاتحاد الدولي، ليصبح رابع أكبر اتحاد رياضي على مستوى العالم بإجمالي 195 دولة، وتخيل أنه انطلق في نفس اليوم، الذي أعلنت فيه 6 أندية شطرنجية تجميد علاقتها باتحاد الشطرنج، وعدم تفعيل مشاركتها في الأحداث التي ينظمها الاتحاد، أو التعامل معه كجهة رسمية، وهي تمثل أكثر من نصف أعضاء عمومية اتحاد الشطرنج.
وتخيل أيضاً أن استقالة 6 أعضاء من مجلس إدارة اتحاد الشطرنج، لم تحرك أي جهة مسؤولة على مدى 4 أشهر، ولم ينبس أياً كان من المعنيين ببنت شفة، واتخذوا خيار الصمت حلاً لمواجهة الأزمة العاصفة، تركوها كما هي، توقفت اللعبة وتجمدت أنشطة الاتحاد، ولا زلنا ننتظر الموقف الإجرائي من الجهة المسؤولة، لا زلنا ننتظر تطبيق اللوائح والعودة إلى النظام، ولكن لا يزال الصمت هو الفن الأصعب في علم الكلام.
واصلوا التخيل معي، فقد جمدت 6 أندية علاقتها مع اتحاد اللعبة، واستقال 6 أعضاء، وتوقف النشاط، وأصبح الاتحاد راقداً سريرياً، ممدداً بلا حَراك، ولا نعرف لمن نتوجه ببعض الأسئلة المهمة، إلى أين تتجه الأزمة؟ ومن ينقذ اللعبة من أبنائها؟ من المسؤول عما يحصل؟ وما هو الحل؟ هل الخطأ من المستقيلين حتى يعودوا؟ أو أنه على الباقي حتى يرحل؟
غابت المظلة، وتراجعت أدوار الجهات المعنية، ولا نعلم هل المشكلة في جهل بآلية العمل، أو أنها مقصودة وبفعل فاعل؟، ولكن في كل الأحوال لا يحق لنا التفاؤل، فالأمور غاية في الغموض، والصمت هو سيد الموقف، ولعبة الأذكياء ليست بخير، في ظل مرجعية غائبة، وواقع رياضي مرتبك، ومسؤول يتقن كل فنون الشطرنج باستثناء النقلة الأهم: «كش ملك».