منذ أن تأسست الصفحات الرياضية، وهناك موضوع لا يكاد أن يتوقف، وكأنه مكتوب علينا قراءته أو تناوله.. والعبارات نفسها والأعذار تشبه بعضها ولا تتغير، القضية هي المدرب المواطن في كرة الإمارات.
فهل المشكلة في الأندية، وعدم ثقتها في أبنائها؟ وهل حقاً أن زامر الحي لا يطرب في دورينا؟ أو الكفاءة هي من تحكم.. وقوة الشخصية وتكامل المواصفات الفنية هي من تفرض على الأندية اللجوء إلى الأجنبي!
هناك أمثلة ناجحة لا تحتاج لأن نذكرها، وهناك أمثلة اجتهدت وثابرت وتعلمت وتطورت، ولكن لم أسمع في كل الدنيا عن مطالبات توطين هذه المهنة، إلا في الوطن العربي، فحتى الإنجليز والذين يعتبرون مهد الكرة الحديثة، لم يتطرقوا لهذا الموضوع مثلنا.. رغم أن المدرب الأجنبي يجتاح «البريميرليج».. فلم يجمعوا مدربيهم العاطلين عن العمل في صفحة تحقيق صحفي أو برنامج تلفزيوني، ليقدموا معاناتهم من تفوق المدرب الأجنبي عليهم في أقوى دوري بالعالم.
فلماذا مثلاً لم يحترف المدرب المحلي خارجياً.. أو نغمة الاحتراف مقتصرة فقط على اللاعبين..؟ لماذا يدربون في بعض دول المنطقة أو في بعض الدوريات الآسيوية المتوسطة من باب التعلم والممارسة وكسب الخبرات؟ ولماذا لم ينجحوا في مشروع المدرب المساعد الذي أقرته بعض الأندية في دورينا..؟ فهل الخلل في عدم ثقة النادي أو في المدرب المواطن الذي لا يتحدث بعضهم عن الوطنية إلا حينما يتعلق الأمر بوظيفة المدرب!
بعض المدربين المواطنين تولوا مناصب إدارية في أنديتهم، وحين سنحت له الفرصة لاتخاذ قرار الاستعانة بمدرب للفريق الأول، أو حتى فرق المراحل، كان لا يتردد في اختيار مدرب أجنبي!
نجاح العنبري أو رجب عبدالرحمن سابقاً أو غيرهم، لا يعني أن كل المدربين سينجحون، وحين سنحت الفرصة لبعض المدربين المحليين كادوا أن يتسببوا في هبوط فرقهم، والتاريخ لا ينسى، وأنا هنا لا أقلل من المدرب المحلي، ولا أريد أن أوجه له التهمة في عدم ثقة الأندية به، ولكن السوق في هذه المهنة مفتوح، والأسماء مطروحة في كل العالم، فالكفاءة هي من تحكم، فلا توجد واسطة في كرة القدم، فالميدان جدير بفضح كل ذلك!
أنا أرفض فكرة أن عدم الاستعانة بالمدرب المواطن هي بمثابة مؤامرة جماعية من غالبية الأندية ضدهم، الموضوع مرتبط بجودة كل شخص، مهما كانت جنسيته ولون شعره ومدى زرقة عيونه، وأعتقد أننا تجاوزنا هذه العقدة «من زمان»!
كلمة أخيرة
بعض المدربين يحتاجون فرصة وهذا كل ما ينقصهم.. والبعض يحتاج حياة كاملة ولا ينجح.. فماذا نفعل!